جنود الوطن هم أولئك الرجال الأفذاذ المرابطين على حدوده وثغوره، والذين علّقوا أرواحهم على الأسلاك الشائكة ، ونصبوا أجسادهم دون حياضه وذرات ترابه، تلفح جلودهم سمائم الصيف وزماهير الشتاء ، حذرين متيقظين على مدار الدقائق والثواني ، صامدين عازمين على دحر المعتدين وردَ كيد الكائدين ، يحملون همّ أمة ، ولا يهمهم إن عادوا لأهليهم مبتوري الأيدي أو الأرجل ، أو حتى محمولين بتوابيت ، فأيّ ولاء وانتماء ، وأيّ قيم توازي هذه القيم التي يحملها جنودنا الأبطال .. إنها بلا شك اسمى وأعظم صور الوطنية على الإطلاق ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الوصول لهذه المرتبة من العز والشرف ، هذا ما يجب أن يعيه بعض إعلاميينا الرياضيين ، وتحديداً أولئك الذين حاولوا أن يضعوا لاعبي منتخبنا بذات الخانة مع جنودنا البواسل المرابطين هناك على الحد ، إنها في تصوري نظرة قاصرة حتى وإن اتفقنا على أن لاعبي منتخبنا أيضاً يحملون همّ الوطن في مجال رياضي ويسعون لرفع رايته في أكبر محفل عالمي .. ولكن إنصاف جنودنا الحقيقيين ووضعهم بالخانة التي تليق بهم واجب علينا جميعاً ، وهو في كل الأحوال لا يقلل أبداً من شأن أي مواطن يخدم الوطن سواءً كان لاعب كرة قدم أو طبيب أو غير ذلك ، فالخلاصة هي أن لكل مقام مقال ، وعلينا إنزال الناس منازلهم لاسيما وأن منزلة جنودنا المرابطين دفاعاً عن الوطن ومقدّراته لا تعدلها منزلة ، ثم إن علينا الحذر وكل الحذر عند انتقاء عباراتنا ، فلو ذهبنا إلى ما قاله رئيس اتحاد القدم الدكتور عادل عزت واتفقنا معه في عبارة أن لاعبي المنتخب أيضاً جنود يقاتلون دون الوطن ويجاهدون لرفع رايته فهذا يعني أن كل محترف أجنبي يلعب في ملاعبنا ويذهب لتمثيل منتخبه هو أيضاً جندي من جنود وطنه ويجاهد لرفع رايته .. والمسألة هنا بالتأكيد تأخذ منحى آخر.
دمتم بود ..