من أبرز بوادر هزيمة النصر في نهائي كأس ولي العهد خروج إدارته عن التركيز في أهم مباراة لهم هذا الموسم – على الإطلاق – . بل إنها أهم مباريات النصر في العشر سنوات الأخيرة، على اعتبار أن تحقيق البطولة يعد حدثاً طال انتظاره من قبل عشاق العالمي.
كانت جماهير النصر تخشى على فريقها من أن يفقد تركيزه نتيجة ترشيحه المسبق للقب من قبل صحافة الجيران. أو ربما بسبب تداخل ثلاث بطولات و تتابع المباريات – بمعدل مباراة كل أربعة أيام – !!.
لكن ما لم يأت بالحسبان هو أن يأتي ضياع التركيز بسبب خلل في عمل إدارة النادي، التي لا تمتلك الخبرة لتجهيز لاعبيها لمثل هذه المباريات.
صعوبة المباراة تكمن في أنها مباراة نهائي، و أمام منافس تقليدي يتفوق بالخبرة في مثل هذه المباريات، علاوة على أنه خسر من النصر في آخر مباراة جمعت الفريقين. كل هذه العوامل تجعل الهلال يدخل المباراة بدافع أكبر لاستعادة توازنه و كبرياءه كما نردد دائما عن حالة “الأسد الجريح”.
باختصار: إدارة النصر و بدلا من أن تعكف على تهيئة لاعبيها لتلك المباراة الصعبة – الفريق يحتاج لتهيئة أضعاف ما يحتاجه الهلال –، ها هي تساهم في تشتيت تركيزها و تركيز لاعبيها بقصة “بديل أيوفي” !!.
الخطر في تلك الحكاية يكمن في أن هذه المباراة بالذات تحتاج للتهيئة بشكل أكثر من العوامل الفنية. و الفريق الذي سبق له التغلب على نقص عناصر أهم من أيوفي، سيتم القضاء عليه متى أحس لاعبوه أنهم يفتقدون لأهم لاعب و أن الإدارة تبحث عن منقذ!!.
هذا عدا أن اللاعب – العاطل – الذي تم اختياره، غير جاهز للمباريات القريبة، و سيشارك على حساب لاعب جاهز فنيا و نفسيا. و كان يفترض تأجيل تلك القصة، أما الآن و قد جاء اللاعب فيفترض أن يتم تجهيزه لمرحلة ما بعد النهائي. أي يشارك تدريجياً في مباريات الدوري حتى يستفاد منه في كأس الملك. و إن كنت أشك في ذلك، فأنا أعتقد أن الإدارة ستشركه أساسياً في مباراة الهلال. لتعود قصة إحضار حسن ربيع بطائرة خاصة قبل مباراة الهلال و مثلها قصة مشاركة علاء الكويكبي و حسن الراهب و غيرهم بشكل مفاجئ و في التشكيل الأساسي لمباريات مهمة!!.
سبق و قلنا و نقول: النصر تغلب على غياب أهم عنصرين في صفوفه في الموسمين الماضيين – غالب والعنزي – و كنا نتخيل قبل تلك المباريات أن النصر سيضيع. و لكن النصر تفوق بالبدلاء و حافظ على سيره باتزان في البطولات الثلاث. و هذا طبعاً ليس لأن البديل بمستوى الأساسي و لكن لأن طريقة اللعب و الانضباط التكتيكي و الانسجام الموجود يجعل أولئك البدلاء يؤدون المهمة على أكمل وجه، و هذا ما لن يتوفر في لاعب من ارشيف اليونان!!.
النصراويون لا يستفيدون من أخطاءهم و أخطاء الإدارات السابقة و الأمل الوحيد هو أن يستطيع المدرب كارينيو تحييد فريقه من تلك المعمعة، و المحافظة على تركيز العناصر – كل العناصر – في النهائي فقط.
لماذا النصر:
بعض الصحف تتحدث عن مسألة: لماذا النصر هو الوحيد الذي يسجل له لاعب بعد ديمبا الاتحاد؟؟ و يتحدثون عن خسارة الرائد لعقل و بعض الأمثلة الأخرى، و كأن تلك الأندية قد تقدمت بطلبات مماثلة و بتقارير طبية مشابهة و تم رفض طلباتها!!.
ليتهم تحدثوا عن احترافية إدارة نادي النصر و حقها في الاستفادة من قانون فيفا. و افتقاد أغلب إدارات الأندية لدينا لتلك المسألة.
صحافتنا العوراء – للأسف – عندما يحصل النصر على حقه النظامي تتم الإساءة إليه و اللمز فيه، بينما غيره من الأندية تلتف على الأنظمة لتستفيد من ثغرات واضحة في اللوائح و يسمى ذلك “احترافية و ذكاء” يحسب لتلك الأندية. و كلنا نتذكر توقيع الهلال مع أسامة هوساوي لمدة عام و من ثم التجديد له، و التي رغم أنها كانت استغلال لثغرة، و رغم تضرر نادي الوحدة، إلا أنها احتسبت لنادي الهلال. حيث نال على إثرها مدحاً (بالكوم).
من السهولة على أي صحفي أن يكتب (ناديكم يلتف على الأنظمة) و (ناديكم يجامل) و (نادي الصحافة و نادي الإعلام) و لكن قلة من يقنع القارئ بتلك العبارات و يسوق شواهد منطقية تدعم ما يقول. و إن كان الوضع في المملكة يختلف عن أي مكان في العالم حيث أن صحافة القطب الواحد تهاجم النادي المنافس و تتحكم بكل ما يطرح و تسير الرأي العام كيفما تشاء و فوق ذلك كله، تكتب بكل وقاحة: “النصر نادي الإعلام”.
طبعا ما أتحدث عنه إرث خلفته سنوات غابرة (عساها ما تعود)، و هذا الإرث ظل صامداً أمام مد الإعلام الجديد و الذي بلا شك سيلغي ذلك الاحتكار البغيض.
على فكرة:
– النصر قدم الوثائق المطلوبة و التي تؤكد خسارته للاعب لنهاية الموسم، و قد دعم ذلك بتقارير طبية و قد استجاب الاتحاد الدولي لذلك. و لا يجوز مقارنة تلك الإصابات بحالات سابقة مثل: فوزي الرويسي و الذي كان يلعب خمس دقائق ثم (يتسدّح) شهرين في غرفة العلاج الطبيعي.
– كانت جماهير النصر تخاف على فريقها من نقطتين: حكم يتأثر بما يطرح و إدارة لا تجيد التهيئة النفسية، و الواضح أن الأولى (عدت على خير) باختيار حكم أجنبي لا يمكن أن يقرأ تلك الصحيفتين. لكني يبدو أن الأخرى ستحقق و سيخسر النصر أفضل فرصة للعودة للمجد.
– إن كان اللاعب اليوناني سيلعب أساسيا في المباراة النهائية فعلى اللقب السلام، و إن كان سيلعب احتياطيا في آخر المباراة فهذه دقائق حسن الراهب و هو أولى.
– بطولة كأس ولي العهد للهلال إلا إذا.