منذ تأهل فريقي النصر والهلال لنهائي كأس ولي العهد وإعلام الهلال المسيطر على الساحة يستهدف الحكم القادم – حتى قبل تسميته – وبشكل غير مسبوق!!.
الإعلام يطالب بحكام أجانب رغم أنه قبل أسبوعين كان يتحدث عن الحكم الألماني وأنه تسبب بخسارة الهلال لمباراة دورية!!.
طبعاً يعلمون بأن الحكم القادم إن كان أجنبيا فإن تلك الحملة لن تضر، أما إن كان سعوديا فحتما سيتأثر كما تأثر مرعي عواجي في مباراة النصر والرائد.
زادت الحملة شراسة بعد أن ظهرت تأكيدات بأن الحكم سعودي، رغم أن الهلاليين يعرفون بأن ثمانين بالمائة من البطاقات والجزائيات التي احتسبت ضد الهلال في السنوات السبع الأخيرة كانت من حكام أجانب. يعني المحلي لا يجرؤ!!.
و حتى لو منح الحكم المحلي بطاقة حمراء فإنها قد تسحب بعد المباراة كبطاقة عزوز!!.
و إن زل الحكم و منح لاعباً هلاليا بطاقة صفراء فيكفي عدم تسجيلها في سجل المباراة ولن تحتسب، كبطاقة سلمان الفرج!!.
يرددون مقولة أن النصر قلّما يفوز على الهلال في المباريات التي يقودها حكام أجانب، ولكن يتناسى أولئك أن ما حدث هو مجرد تزامن “صدفة” حيث أن الحكم الأجنبي تواجد في بطولاتنا في السبع سنوات الأخيرة، والنصر تمكن منه الوهن بعد اعتزال لاعبيه وتلاشت الروح بعد ابتعاد ووفاة عبدالرحمن بن سعود رحمه الله.
و الدليل أن النصر في المباريات التي استعاد روحه فيها حقق الفوز على الهلال، بل وانتزع بطولة من أمام الهلال بوجود حكم أجنبي.
يتذرعون بالحكم الأجنبي للضغط على المحلي، وإلا كيف يطالبون بالحكم الأجنبي و هو –كما يزعمون – قد قال لياسر ذات يوم: أنت تمثل، أخبروني عنك!!!!.
كيف يثقون بالحكم الأجنبي وهم من اتهموا الحكم الألماني بأنه نصراوي قبل أسبوعين!!.
كيف يطالبون بالأجنبي وآخر من طرد من لاعبيهم في السنوات الأخيرة: كانوا على يد حكام أجانب. بل وكل الجزائيات التي احتسبت ضدهم في السنوات الأخيرة كانت من تقدير حكام أجانب!!.
ألم يأت ضغطهم بنتيجة مع الحكم المميز والهادئ مرعي عواجي، حتى إنه ظهر مشدوداً تجاه لاعبي النصر فقط فمنح أكثر من بطاقة للاعبي النصر لمجرد الاحتجاج ودون إنذار شفهي!! بينما لم يمنح بطاقات صفراء للاعبي الرائد رغم وضوح الحالات والتي لا تحتمل التأويل: كاعتراض الكرة باليد، و إعاقة حارس المرمى للاعب منفرد، وإعاقة باستوس من الخلف بتهور!!. والسبب هو أن تلك البطاقات تعتبر الثانية مما يعني طرد هؤلاء اللاعبين!!.
سؤال: هل يا ترى يتأثر الحكم القادم بتلك الحملة الشرسة – شخصياً أتوقع ذلك.
عموماً تلك الحملة ليست جديدة، لكن الجديد هو الأسلوب الذي انتهجوه هذا العام لتأليب الحكم، فهاهو الهلال يتقدم بطلب حكام أجانب للنهائي ويعد بدفع التكاليف وهذا فيه إسقاط على حكم النهائي السعودي وعلى نادي النصر. والطريف أن الصحف قد استغلت ذلك للنيل من النصر بقولها: لماذا لم يقدم النصر طلبا مماثلا ربما يسند الطلب الهلالي، أم أن النصر لا يريد حكاماً أجانب!! وعندما تقدمت إدارة النصر بطلب حكام أجانب لتفادي تلك الحملة: غرّد رئيس الهلال بتغريدة غريبة جدا، حيث قال: إن طلب النصراويين لحكام أجانب، إنما هو لتسهيل عملية الرفض من قبل الاتحاد السعودي، حيث أن الاتحاد بإمكانه الآن رفض طلب الناديين وهذا يعتبر مساواة بينهما في الرفض – لرفع الحرج!!!!!
بمعنى أن النصراويين هدف للإساءة – سواء تقدموا بطلب حكام أجانب أم لم يتقدموا!!.
سؤال آخر: هل يا ترى يتجاوز فريق النصر الهلال والحكم الذي تم تأليبه – شخصيا لا أتوقع ذلك.
أيوفي غير مهم:
في خريطة النصر الحالية يعتبر المهاجم أيوفي ركيزة أساسية من ركائز الفريق، وجزء من قوته. لكن الأسلوب الذي ينتهجه المدرب كارينيو والذي يعتمد بشكل أساسي على الروح العالية والانضباط التكتيكي واللعب الجماعي جعل قوة النصر في اللعب الجماعي وطريقة اللعب وليست في لاعب معين. والدليل أن النصر فقد في المباريات الماضية أهم لاعبين في تشكيلته هذا العام ولم يتأثر الفريق أو تتغير طريقة لعبه. ولعلنا نتذكر عندما غاب الحارس عبدالله العنزي والمحور غالب وضعت جماهير النصر أيديها على قلوبها، و لكن اتضح من طريقة المدرب أن البديل يؤدي بنفس المنهجية تقريباً، مما جعل التأثر لا يظهر على أداء الفريق. وهذا ما يتوقع أن يفعله المدرب من خلال بديل أيوفي المنتظر. ولا ننسى أن المدرب استطاع إدخال لاعبين صغيرين في السن و لأول مرة بالتشكيلة وفي مباراتين مهمتين جداً و حصولهما على إشادات كل المتابعين والمحليين. باختصار: أيوفي لاعب مهم في تشكيلة النصر و لكن غيابه لن يؤثر على أداء النصر بشكلٍ كبير.
على فكرة:
* على النصراويين – إدارة ولاعبين – أن يعوا شيئا مهماً قبل المباراة النهائية:
لو حدث و فاز الهلال بكأس ولي العهد فلن يتغير شيء بالنسبة للهلال، فقد حققها و حقق غيرها، وكذلك لو حدث و خسر الهلال ذلك النهائي فلن يتغير الوضع كثيراً بالنسبة للهلال، لأنه لازال يحقق البطولات وينافس عليها.
بالنسبة للنصر: إن حدث و خسر البطولة فلن يتغير شيء، وسيعود النصراويون للعمل و يعتبرون ذلك خطوة ايجابية. لكن ما يجب أن يفكر فيه النصراويين هو: لو فاز النصر بكأس ولي العهد ما الذي سيحدث؟ بالتأكيد ستتغير أمور كثيرة في النصر وفي كرة القدم السعودية – دوري ومسابقات وحتى منتخب -، بل إنها تعتبر نهاية العصر الماضي للنصر وبداية عصر جديد، وسينافس بقوة على الدوري هذا العام والعام القادم.
* تحدثت عن الضغط الموجه على عواجي قبل مباراة الرائد والنصر، طبعا لم تكن تلك الصحف رائدية، ولكنها تكره النصر ولا عجب: فقط كانت ذات يوم فتحاوية، وقبلها نجرانية، وتعاونية وشعلاوية وغير ذلك. بل إنها كانت في يوم من الأيام وصلاوية وقبل ذلك طاجيكية وإيرانية و سورية و ….
* يقول المحللون التحكيميين: إن أخطاء مرعي عواجي لم تؤثر على نتيجة المباراة، طبعا يقصدون بأن الفريق المتضرر جداً هو من فاز في المباراة!!. لكن ألا يعلم أولئك: بأن الحكم لو طبق القانون بحق فلاتة واللاعب الآخر: لربما أراح لاعبي النصر من الضغط وربما زاد الفارق مما يخفف الشد والاعتداءات من قبل لاعبي الرائد والتي أنهكت لاعبي النصر.
* في النهائي: لازال الهلال أقرب للفوز من النصر، ليس تخديراً ولكنه المنطق الفني والكروي، ولكن بإمكان مدرب النصر و لاعبيه خصوصا ذوي الخبرة تسيير المباراة القادمة على طريقتهم وبالتالي الخروج بإنجاز طال انتظاره.
* الهلال أفضل في كل الخطوط، في الفترة الماضية تميز النصر عن الهلال في خطين فقط وهما حراسة المرمى والمحور، ولكن هذين المركزين بفقد العنزي وغالب أصبحا لا يختلفان عن حراسة ومحور الهلال بل أقل، أما على مستوى بقية الخطوط فيبقى الهلال أفضل في الهجوم وصناعة اللعب والظهيرين وحتى قلب الدفاع. هذا بالإضافة إلى الخبرة في مثل هذه المباريات التي تقف بالتأكيد بجانب الفريق الهلالي، فضلا عن ضغوط أقل ووصل بمجهود أقل.
* اليوم: تفتح أي صحيفة فتجد عشرات المقالات والأخبار تتحدث عن حكم الديربي القادم وأنه سيقصي الهلال من البطولة، ثم يقولون بأن النصراويين يضغطون على الحكام. معادلة غريبة وعجيبة، بينما يلتزم النصراويين الصمت، ولا نعلم هل هذا الصمت هو نوع من التركيز أم أنه لقلة الحيلة (الإعلامية).
* حتى قصة تسجيل بديل لأيوفي هي من نسج إعلاميين معروفي الميول، والهدف منها واضح وهو إخراج النصراويين من تركيزهم وإلا ما فائدة الحديث عن البحث عن موافقة ثم البحث عن لاعب وإنهاء إجراءات تسجيله قبل مباراة نهائية بأسبوع.
* حتى قصة الكرت الذي ضاع في زحمة الكروت، أو كتب بالحبر السري – لا ندري – يجب أن لا تخرج النصراويين عن تركيزهم وعليهم أن يستفيدوا من دروس الماضي، وإن كنت شخصيا أشك في ذلك.
دمتم بخير ،،،
ظافر الودعاني