حلال عليهم حرام علينا

من المتعارف عليه في أنظمة ملاعب كرة القدم العالمية والعربية تطبيق كافة اللوائح والأنظمة على الملاعب وتنفذ ما جاء فيها حرفياً ويلتزم مدراء الملاعب بتلك اللوائح والقوانين على أرض الواقع، ويبدوا الوضع مختلفاً تماماً في ملاعبنا وتهاون إدارة الملاعب في تنفيذ تلك القوانين، ولعل قضية منع جماهير النادي الأهلي من دخول ملعب ملعب الملك فهد بالعاصمة الرياض سيفتح ملفات قديمة حان الوقت لعرضها ، لماذا تمادى رجال الأمن ومنظموا ملعب الدرة بمنع لوحات وبنرات تحمل شعارات حملها جماهير الأهلي مخطوطة بعبارات (الملكي) بينما يسمح لجماهير الهلال بدخول تلك اللوحات الكبيرة بأريحية في ملعب الدرة وكذلك ملعب الجوهرة أو حيث ما أرتحلوا ! هل يوجد هناك من يحارب تلك الجماهير العاشقة لناديها لأجل مصالح خفية لا نعلم أسرارها ؟ مايحدث لجماهير الأهلي في العاصمة دليل قاطع يدين مسؤول ملعب الملك فهد ومن قبله بأن هناك من يسير إدارة الملاعب وتنظيم الجماهير على مزاجه وتطبق أوامره بحذاريفها .
لقب الملكي ليس قضية لأنه موضوع جدلي محسوم لأصحابه والتصق بأسم الأهلي مُنذ تأسيسه وتسلمه كافة الكؤوس من آيادي ملوك السعُودية ، ولكن هذا ليس محور القضية بقدر معرفة لماذا تقيد جماهير الأهلي وتكتم أصواتها ومنعها من حرية التعبير ، أم قوانين هيئة الرياضة محتكرة لأندية مخصصة تندرج تحت (حلال عليهم وحرام علينا ) ! من أعطى إدارة الملعب صلاحية منع دخول مشجع أهلاوي قادماً من حائل قاطعاً مسافة طويلة لمؤازرة ناديه لمجرد ارتداؤه تيشرت ناديه مكتوباً عليه (الملكي) هل يعقل يمنع من دخول الملعب بعد تحمل مشاق السفر ( براً) وتكلف مصاريف الطريق والتذاكر ، ومن ثم يُخير مابين أمرين كلاهما أمر من الآخر إما ( ينزع تيشرته أو يعود لحيث أتى ) يالهذا الظلم العظيم وياكبر ذنبه !
من شاهد تلك الصّور ألتي وثقتها جماهير الأهلي بعدسات الجوال وتناقلتها وسائل السوشل ميديا يدرك حجم المعاناة بكل تفاصيلها وهم يشاهدون شعارات ناديهم ملقاة على الأرض ومابين ممرات الأبواب وبجانب الأرصفة ليس لأجل ذنب اقترفوه ولكن لأنهم أوفياء ومخلصون لشعار ناديهم ولا يرضخون للعنف لأجل لقبهم ( الملكي ) الذي أصبح في يوم وليلة يسلب منهم دون وجهة حق بعدما منع نشيدهم الذي آثار ضجة صاخبة في ملاعب كرة القدم ، أهكذا في نظرهم حُسن التعامل مَع الضيوف في درة منحها فهد العروبة طيب الله ثراه لشباب الوطن ، أن كنت تعلم بما تحدث به مسؤول الدرة فتلك مصيبة وأن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم بعدما تحركت الأدارة الأهلاوية مستنكرة سوء تعاملهم الغير حضاري مع جماهير الأهلي ، يقول (لم نمنع دخول أي لوحة مالم تحمل عبارات مسيئة) ! كُنت اتمنى من ذلك المسؤول يوضح لنا ويصور ويوثق بجواله كما فعلت جماهير الأهلي ماهي تلك العبارات المسيئة التي أدخلتها الجماهير حتى لا يظُلم بسوء النوايا ويقع كلامه في الشك والريبة ، وأن كان تصريف الكلام بالساهل فأثباته ليس بالصعب ولكنهم يجيدوا التهرب من المواقف والمأزق عندما يواجهون الحقائق . ما يحدث لجماهير الأهلي في ملعب الدرة ليس وليد اليوم واللحظة هي معاناة قديمة سكت عليها الأهلاوين لعل تتغير الأمور ولكن لا حياة لمن تنادي ، ولأن حقوق الجماهير لا يوجد لها منصفاً فمن الطبيعي التمادي في الظلم والتعسف ( من أمن العقوبة أساء الأدب ) أن تبقى للعدل بقية و للحق أنصاف يجب على هيئة الرياضة مراجعة أنظمتها ولوائحها قبل تسليمها لشركات تديرها قد تكون أسواء حالاً وأكثر تعقيداً من سوء تخطيط الهيئة برأسها، والمسارعة بتشكيل لجنة ( نزيهة ) تحقق فيما حصل أثناء تنظيم دخول الجماهير الأهلاوية في لقاء الكلاسيكو ووضع النقاط فوق الحروف وإعطاء كل ذي حق حقه، فنحن نساير زمن الاحتراف ومن المعيب ما يحدث لأجل المحسوبيات والمجاملات على حساب أنديتنا وجماهيرها ، وهم من يدعون محاربة التعصب في كل وسيلة نشر وللأسف هم بؤر هذا التعصب بعينه فكيف ينهون عن خلق ويأتون بمثله ؟

7