قبل أن نحارب التعصب

الرياضة رسالة حب وسلام وهي ثقافة وحضارة نستمتع بممارستها ومتابعتها وأجمل ما فيها الأخلاق والروح الرياضة والتنافس الشريف.. تنمي العقل والجسم السليم وتعزز الثقة بالنفس وتكتمل بوجود أدوار جيدة للأسرة والمدرسة والمجتمع والمؤسسة الرياضية الرسمية.

فالرياضة مرتبطة بالفكر والثقافة والتنشئة فكثير من الصغار نجدهم أصحاب فكر وثقافة وأخلاق يمارس ويتابع ويشجع بروح عالية ويملك قناعات إيجابيه ويحترم الجميع.. يعرف كيف يعبر عن فرحته وكيف يتقبل الخسارة ويبادر إلي المشاركة والتفاعل بشكل ايجابي وراقي وجميل.. فهذا هو الأصل لفطرة سليمة لم تتأثر بعد بالمحيط المؤجج والغير مستقر والذي فقد الكثير من اتزانه وعقلانيته وحدوده حتى أصبح يقدم ثقافة مشوشة ورسالة هابطة وبضاعة رخيصة مشبعة بالتعصب مع غياب المهنية والإنصاف والحياد.

فالحقيقة التي تزعجنا بان الكثير من أصحاب التأجيج والتأويل هم قامات في الوسط الرياضي لها اسمها وسمعتها وتأخذ مساحة كبيرة ومن غير ضوابط في الإعلام تفتعل المشاكل وتضخم الأمور وتزيد الإثارة وتنشر التعصب.. ونجدهم دائما في ظهورهم متوترين ومشحونين وفي أجواء غير صحية مليئة بالاتهامات والشائعات ورفع الأصوات والتشكيك والتجريح والسخرية والحقد والكراهية والمصالح الخاصة.

لذلك علينا تحصين شبابنا ونشر الثقافة التي تفرق بين الميول والتعصب ونشر الوعي الذي يقر بأن الرياضة ثقافة ولا تتوقف عند فوز أو خسارة.. ولنستفيد من أصبحت الأصوات العاقلة والهادئة والمتزنة ولنرفع شعارات تؤكد جمال الرياضة.. عندها نقف على وسط رياضي مستقر ومحصن يقوم على أسس ومبادئ ولن يتأثر أو يهتم بما يقدم في الساحة خصوصا تلك البرامج الحوارية.

باختصار.. لم يعد الإعلام الرياضي شريك نجاح وبات بلا مهنية أو هدف وتخلى عن رسالته التي تخدم الرياضة وأصبح ومن خلال الكثير من الطرح والحوارات الحلق الأضعف والسبب الرئيسي في حالة الاحتقان والتعصب في الشارع الرياضي.. فقبل محاربة التعصب بأشكاله وأنواعه لا بد من القضاء على السبب وتجفيف منابعه وتفعيل أدوار المراقبة والمحاسبة بالوقوف وبقوة في وجه الكثير من الإعلام الرياضي الذي حسبناه عون وأصبح فرعون.

طارق الفريح
تويتر TariqAlFraih@

6