تتباين القدرات والمواهب ويظلّ التنافس في بيئة صحية هو الثابت الوحيد الذي يفتح للإبداع كل الأبواب، فيما يتلاشى وميض الموهبة والمهارة في الأجواء الموبوءة بداء المحسوبية والتعصب.. في فضاء إعلامنا الشاسع يكون منطق الكفاءة والموهبة شيء، والحصول على فرصة للعمل والظهور شيء آخر مختلف تماماً، فما بين التهميش والتمكين يسود منطق المحاصصة والتكتل والاستقواء على كل شيء وفي كل شيء، فتُحجب المواهب وتُدفن الكفاءات، ويبرز العبث والاستخفاف بذائقة المتلقي على مسرح الابتذال والغثيان، من خلال أدمغة جوفاء خاوية تعمل بالتلقين والحفظ الببغاوي، ولعل التجربة التي خُضتها من خلال إحدى القنوات الرياضية كانت كفيلة بإقناعي على الأقل بأن الواسطة هي سقف الموهبة، وأن المواهب مهما كانت خارقة فإنها لن تخرق حاجز المحسوبيات، أما المضحك في تلك التجربة التي جرّعتني أصناف الخيبة والإحباط هو أنني عندما وجدت الواسطة التي دفعت بالمسئول هناك إلى الاعتراف بوجودي واستعراض بعض التقارير التي أعدتها حول القضايا الكروية القائمة في تلك الفترة .. أبدى ذاك المسئول إعجابه الكبير بها لكن هذا الإعجاب لم يدم طويلاً، بل تحطم على صخرة تعصبه الأسود، بعد أن ثبت لديه بأن توجهاتي لا تواكب تطلعاته من حيث الخبث والدناءة، الأمر الذي دفعه إلى تهميشي من جديد ودفعني إلى الانسحاب من تلك التجربة غضباناً أسفا على حال إعلامنا وهو يرزح تحت وطأة الدخلاء الباحثين عن مصالحهم الشخصية بعيداً عن قضايا المجتمع وهمومه، ليبقى السؤال القاسي الحزين .. كيف يمكن لإعلام أن يعالج قضايا المحسوبية والتعصب وهي تنهش في جسده !!
دمتم بود ،،،
منيف الخشيبان
Twitter@munif_kh