التنظيمات نَعش التعصّب

منذ زمنٍ والكثير يطالب بوضع حدٍّ للتعصّب الرياضي، الذي خسرنا بسببه أشياء كثيرةً على كافة المستويات، ولم نجد مَن يستوعب هذا الحديث، وقد كنّا نستطيع أن نحمي رياضتنا قبل أن نصل إلى هذا المكان، الذي لا يليق بدولةٍ كالسعودية تولي الرياضة اهتماماً كبيراً، وتعمل على تطوير هذا الجانب، إذ لا يمكن أن تفكر في الجوانب التطويرية، والاهتمام بكل تفاصيل العمل، حتى تحدث النقلة التي نرجوها وتكون سبباً مباشراً في الوصول إلى أفضل النتائج على المستوى الإقليمي والعالمي، وهناك ما ينغّص على هذا العمل جوّه، ويعيده إلى الخلف، فالتعصّب الرياضي آفةٌ كتبنا عنها مراراً وتكراراً، وقلنا لن نجد مَن يستمر لإتمام أي خطة عملٍ طالما هناك مَن ينظر لهذا العمل على أنه وفق أهواء معينة، والقائمون عليه لا يهمهم إلا أنديتهم.
إن العمل الرياضي وخصوصاً في مجال كرة القدم يحتاج لأشخاصٍ مارسوا هذا العمل في الأندية، وبرزوا إدارياً أو فنياً من خلال أنديتهم، لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن نطعن في نزاهتهم بمجرد أنه ينتمي لهذا النادي أو ذاك، فالعمل الإعلامي في السنوات التي ابتعدت فيها الرياضة السعودية كنتائج عن منافسة أقرب الدول لنا وأقل منّا إمكانيات كان للتعصّب دورٌ كبيرٌ فيه، من خلال بعض المنابر الإعلامية، وهي كثيرة، والمادة الإعلامية الجيدة لا تقدمها إلا بعض الصحف والبرامج التلفزيونية وهم قلّةٌ، والأكثرية يبحثون عن الإثارة لكسب نسبة مشاهدةٍ عاليةٍ مهما كان الثمن والنتائج.
أما اليوم وبعد إقرار التنظيمات الجديدة للحدّ من التعصّب بمتابعة ورصد كل ما يؤدي إلى التعصّب الرياضي في وسائل الإعلام المختلفة سيكون الأمر مختلفاً، وبنسبةٍ كبيرة، حيث سنّ القوانين الرادعة التي ستكون سبباً مباشراً للتفكير في تقديم مادةٍ إعلاميةٍ جيدةٍ تخدم رياضة الوطن بعيداً عن المشاحنات والمهاترات، ولن يبقى في المجال الإعلامي الرياضي إلا مَن يملك الفكر الحقيقي، ولديه القدرة على تقديم الأفكار ومناقشة الأحداث الرياضية بعيداً عن الميول.
ودمتم بخير،،،،
سلطان الزايدي
@ZAIDI161

6