تجفيف منابع التعصب

يقال إن فهم السؤال نصف الإجابة وعليه فإننا إذا حصرنا محاور التعصب يسهل إيجاد الحل. وغالباً لا تخرج هذه المحاور عن أن تكون: تويتر والحسابات الوهمية، إعلاميون منفلتون، غياب الدور التثقيفي وغياب العقوبات.
أولاً لا شك أن تويتر أصبح يعج بالحسابات الوهمية (المسيئة) والتي اتخذها اصحابها غطاءاً للإنفلات اللفظي. وفي الوقت الذي نشيد فيه بدور وزارة الداخلية في تعقبها إلا انها بالتأكيد بحاجة إلى تعاون الجميع في التبليغ عن هذه الحسابات ومحاصرتها وألا نكتفي بحظرها.
ثانياً، عندما نتحدث عن الإعلاميين المنفلتين والذين اتخذوا الحيادية والموضوعية ستراً لممارسة تعصبهم لأنديتهم، فلا أقل من استشعارهم لأدوارهم المجتمعية من خلال قيادة حملات توعوية تستهدف خصوصاً صغار السن للتوضيح بأن التنافس والإثارة لها حدود ويجب عدم تعديها.
ثالثاً تعظم آثار الدور التوعي عندما يتم تنظيمه على مستوى المؤسسات، ولا أكمل هنا من دور وزارة الثقافة الإعلام من خلال جميع المنابر التابعة لها من صحف وهيئتي الإذاعة والتلفزيون والمرئي والمسموع بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لتنظيم ندوات ولقاءات وبرامج وأن يدعى لها أهم الشخصيات المؤثرة في الوسط الرياضي وذلك من أجل القيام بالدور التثقيفي الرياضي وبأن الإثارة مطلوبة ولكن التعصب مرفوض. وبالرغم من كل هذه المجهودات إلا أننا أحياناً نجد من يهدم البناء ويبحث عن المصالح الشخصية على حساب الكيانات والمجتمع وحينها وبعد استنفاذ كل الفرص التوعوية فلا أقل من إيقاع العقوبات على المتجاوزين.
أخيراً، لا شك أن التنافس الرياضي انتقل جزءٌ كبيرٌ منه إلى خارج الملعب وأصبح مصدر رزق للكثيرين وعلينا أن نفتخر بعظم تلك المساحة الكبيرة التي أُعطيت للتعبير والعمل ولكن يجب أن نؤمن بأن الحياة بجميع جوانبها لا تستقيم بدون ضوابط تحفظ الحقوق وتدعم التطوير على وجهه الصحيح.

6