يعجبني كثيراً صالح النعيمة حين يحضر ويتفاعل مع المشهد الهلالي، رافضاً الانزواء والبعد عن عشقه الأزلي، فهو مازال يعتقد أن دوره في خدمة الهلال لم ينتهِ باعتزاله، رغم مرور كل تلك السنوات، هذا المشهد النبيل والوفي الذي يجسده أهم قائدٍ مرَّ على الكرة السعودية له معانٍ كبيرةٌ عند كل هلالي.
كثير من الأندية لا تعمل على تفعيل دور اللاعبين القدامى، لكن بعضهم وهم قلّةٌ كصالح النعيمة يخرجون من فترةٍ لفترةٍ وحسب ما تقتضيه مصلحة أنديتهم معلقين على بعض القرارات الصادرة عن اتحاد الكرة، أو منتقدين ما يحدث من إدارات أنديتهم حول بعض الأشياء التي يرون أنها لا تخدم الفريق، وهذا أمرٌ إيجابيٌّ رغم تحفظنا على الأسلوب في الطرح عند بعضهم أحياناً، لكن في النهاية هم يتحركون إعلامياً من أجل أنديتهم التي يعشقونها.
ففي النصر أساطير كبار، لهم تاريخٌ عظيمٌ في كرة القدم السعودية، لكنهم غائبون عن المشهد الإعلامي تماماً، ولا يتفاعلون مع أي حدثٍ يخصّ النصر، إذ لم يظهر ماجد عبد الله وهو أسطورة آسيا إعلامياً منذ زمن مدافعاً عن النصر كما يفعل النعيمة، ولم نلمس منه دعماً على الصعيد الإعلامي، فماجد يمارس دوره في المجتمع كشخصيةٍ عامةٍ فقط، متناسياً أنه نصراوي، وتاريخه الرياضي العظيم كتبه في نادي النصر، ومن الواجب أن يدعم النصر ويقف معه في كل ظروفه، فحضوره مهم، ووقفاته لها تأثير كبيرٌ على الكل.
إن النصر في أمس الحاجة لنجومه المعتزلين، ينتظر منهم الدعم والحضور الإعلامي وتسجيل موقفٍ مع كل قضيةٍ يكون النصر طرفاً فيها، لا أحد يريد منهم مجاملة النصر، كل المطلوب هو حضورهم في المشهد الرياضي، ومناقشة القضايا التي تخصّ النصر إعلامياً كما يفعل صالح النعيمة وسعدون حمود وغيرهم، أما قرار الابتعاد وكأن النصر لا يعنيهم في شيءٍ فهذا أمرٌ يدخل في باب الأنانية، وليس من الوفاء في شيء.
سلطان الزايدي
Zaidi161@