في نادي روما الإيطالي الأسطورة “فرنشيسكو توتي” الذي تجاوز الأربعين عامًا من عمره، وهو لا يزال يلعب، ويحظى بكل حبٍّ وتقدير، بل إنه مطلبٌ جماهيريٌّ مُلِحٌّ، توتي حين يتواجد في الملعب كبديلٍ ويشارك لا يُقدم ذلك العطاء المميز الذي عُرف عنه لكبر سنّه، ومع ذلك نجد لاعبي روما حين يشارك يساعدونه على الحركة، ويكون التركيز عليه في تمرير الكرات، فهم يدركون أنه أحد أهم أساطير الكرة الإيطالية، ويجب أن يحتفظ بمكانته طالما هو لازال يلعب الكرة، لأنهم يرون أن هذا جزءٌ من الوفاء لأسطورةٍ بحجم الفذّ توتي؛ لذلك اشتهر الأوربيون بوفائهم لأساطير كرتهم.
أما في السعودية وتحديدًا ما يحدث مع عبد الغني مختلفٌ تمامًا عمّا يحدث في إيطاليا مع توتي..! فحسين يواجه الحروب من كل حدبٍ وصوب، لا أحد يريد أن يفهم قيمة هذا النجم، ولا أن يتذكر تاريخه الكبير في الملاعب السعودية، ومع المنتخبات السعودية توتي يحظى بدعمٍ إعلاميٍّ كبير، وحسين يشوّه تاريخه إعلاميًّا بشكلٍ غريب..! كل ما يُكتب عنه مبنيٌّ على ظنونٍ وشكوك، لا أحد يملك الحقيقة.
أما اليوم فالنصر يعيش في أزمةٍ بسبب وجود حسين عبد الغني، وخصوصًا بعد رحيل زوران، الذي عقبه عودة عبد الغني للمشاركة في التدريبات، ولو أمعنّا النظر قليلًا وسألنا سؤالًا مهمًّا: ماذا فعل حسين بعد خلافه مع زوران؟
في جواب السؤال القيمة الحقيقية لنجومية عبد الغني، فقد ضحّى بمصلحته وتقدم بخطاب إجازةٍ حتى لا يتأثر الفريق، بالرغم من أنه مرتبطٌ بعقدٍ مع النصر، ويحق له أداء التدريبات، شعر بخطورة الموقف على الفريق وصعوبة المرحلة فقرر الابتعاد. لست هنا بصدد الدفاع عن حسين، ولا أملك كل التفاصيل حتى أسردها في مقالي هذا، كل ما أفهمه أننا نحتاج إلى أن نفكر قليلًا قبل أن تحكمنا ظنوننا وشكوكنا، وننساق خلف كل التفاصيل التي تدور حول حسين، فالحقيقة الأقرب للصواب: ليس لعبد الغني مصلحةٌ في كل ما يقال عنه.!
دمتم بخير،،،
@zaidi161