لماذا أنتشرت قضايا السب والتشهير والتآمر والفبركة وملاحقة عورات بعضنا البعض ومن الذي ساهم في انتشار هذا المرض المعيب ولماذا أصبحنا لا نفرق بين الحقيقة والأفتراء وأصبحت كل الأخبار تحتمل الوجهين حقيقة واقعة أو مجرد أدعاء باطل .
الأجابة دون تردد هي التساهل في حالات سابقة رغم سهولة اثباتها الا أننا تساهلنا أو طنشنا عن أثبات الحقيقة بسبب أن ما يطرح يتناسب مع ميولنا أو أن الحقيقة لو ظهرت فأنها تدين فريقنا المفضل أو لاعبنا المميز .. إذا وجدنا العذر للأعلام لأنه في كثير من الأحيان ينقل ما يطرح في الساحة حتى لو كان أشاعة مغرضة بوصفة وسيلة ناقلة لا تثبت في كل الاحوال صحة الخبر ويكتب في طيات الخبر أنتشر في تويتر أو قال المقربون أو مصدر مقرب من النادي الفلاني مما يجعل للأعلام خط رجعة اذا ثبت عكس ما نشر ويتحجج بأنه ناقل للخبر ليس إلاّ.
ولكن كيف نعذر المسؤولين وهم يرون هذه الأفتراءات والأخبار التي لا مصادر لها أو أثباتات دون تحقيق .. ففي قضية ايمانا رغم سهولة اثبات أن الصورة صحيحة أو مفبركة الا أن أتحاد الكرة ووزارة الثقافة والاعلام لم يتحركوا لاثبات ذلك وترك الأمر لمن هو أقوى أعلاميا ليدافع عن وجهة نظرة وحتى يومنا هذا يقول المعسكر النصراوي أن الصور حقيقية والمعسكر الهلالي ان الصورة مفبركة والأمر لا يحتاج سوى دقيقة واحدة يجريها معمل وزارة الاعلام المتخصص لادخال الصورة في برنامج معين ويثبت صحتها من عدمها . هذا التساهل بسبب الميول أدى الى أن يتهم (لاعب كرة مغمور) (رئيس نادي مشهور) بالرشوة ويدعى أنه لديه شهود ليثبت واقعة الرشوة ونالت القضية ضجة أعلامية فترة من الزمن ثم نامت القضية أو نومت ولم نرى تحقيقا أو عقابا لأي من الطرفين ثم يتهم لاعب كرة سابق (الكويكبي) لجنة المنشطات (شخصية أعتبارية نافذة) بأخفاء بعض العينات الخاصة بقضايا مخدرات وبالمحاباة لاطراف دون أطراف أخرى وضج الاعلام بالحدث ونامت القضية كما نامت سابقاتها.
لو تعامل المسؤولون بحزم وعدل وأثبتوا الحقائق في القضايا السابقة وعوقب المخطيء سواء كان المدعي أو المدعى عليه لما تسابق الآن الجميع في نشر أشياء مبهمة من صور وتسجيلات وغيرها قد تكون صحيحة او مفبركة وأختلطت الأمور وأصبحنا نصفي خلافاتنا عبر الصورة المشينة أو التسجيلات الغير لائقة وللأسف ينقسم الوسط الرياضي حول مصدق ومكذب والجهات المسؤولة تقف مكتوفة ولا تحرك ساكنا .
نقاط تحت السطر :-
* في قضية أيمانا كان المدعي معروف والمدعي عليه معروف والدليل موجود فقط يحتاج الى اثبات انه صحيح او مفبرك .
* في قضايا تسجيل الهريفي الصوتي وصورة الهريفي مع محارمه المدعي مجهول فقد القي بالتهم في التويتر ولأحد يدري من هو الشخص الذي أتي بالصورة أو التسجيل حتى يمكن محاسبته أن كان صادقا أو كاذبا ولذا تعتبرالقضايا لا أصل لها لانه لا يوجد خصمان يمكن مقاضاتهما لمعرفة من هو المخطيء.
* ورغم ذلك يمكن أظهار الحق لو أردنا بأثبات ان التسجيل حقيقي أو مفبرك لوجود تقنية حديثة أسمها بصمة الصوت وهذه التقنية مستخدمة لدينا في الشرطة السعودية وهي لا تخطيء ويمكن أخضاع التسجل لهذه التقنية لأثبات أن هذا هو صوت الهريفي أم مفبرك.
* في قضية تسجيل الامير عبدالرحمن بن مساعد هل كان من نشر التسجيل هو نفس الشخص المتصل وقام بتسجيل المكالمة أم أنه موظف بشركة الاتصالات.
* لو كان ناشر التسجيل هو نفس الشخص المتكلم مع الأمير فهو مخطيء لأنه لو كان يريد حقا لألتزم بالطرق القانونية وتقديم شكوى وليس نشر التسجيل للتشهير.
* اما لو كان موظفا في شركة الاتصالات فهو يعتبر خائن ومرتشي يستغل عمله ووظيفته للتعدي بالتجسس على خصوصيات وأسرار الناس التي هو مؤتمن عليها.
* الأمير فهد بن خالد سيكون له كلمة الحسم في قضية عبدالغني مع لجنة المنشطات فرجل في مكانته لا يمكن أن يدلي بمعلومات غير صحيحة.
* بعد مباراة النصر مع الأهلي الأخيرة أتهم أحد العاملين بالمطار حسين عبدالغني بأنه ضربه واستفزه وسبه وتقدم بشكوى لشرطة المطار وعندما تدخلت الشرطة طالب حسين عبدالغني بتشغيل كاميرات المراقبة في المطار للتأكد من صدق أقوال موظف المطار.
* وبعد تشغيل الكاميرات ومراجعة الشريط أتضح أن المعتدي شخص آخر ولا علاقة لحسين بالموضوع وتم عمل تسوية واعتذروا لحسين عبدالغني.
* هذه الحادثة لم تأخذ حقها أعلاميا لأنها توضح مدى أستهداف حسين عبدالغني من فئة معينة.
* بدر السعيد حتى لو كان كل عمله سليم الا أن الخطأ الكبير الذي يرتكبه أنه يتقمص شخصية المعادي لنادي النصر ووضع نفسه بتصرفاته وتصريحاته وتغريداته في موضع الخصم لنادي النصر.
* وعلى سبيل المثال لعدائية السعيد لنادي النصر عندما خرجت شائعة أن عبده عطيف متورط في تناول مادة محظورة بعد يومين فقط من الكشف عليه في مباراة الاهلي وعندما سأل السعيد عن صحة المعلومة رفض السعيد النفي وأجاب هذا ليس من أختصاصي وكأنما هو أراد أن تبقى الشائعة دون أثبات وكان من الممكن أن يرد السعيد ببساطة لم تظهر نتيجة الكشف حتى الآن .
* القمباز لا يدري مالذي يدور في الوسط الرياضي عامة ولا في لجنته خاصة وعند حدوث مشكلة يتم الاتصال به وايقاظه من النوم للتداخل والتصريح .. يجب على القمباز أن يكون أكثر أرتباطا بالوسط الرياضي وبعمل لجنته ولا يعتمد فقط على التقارير التي تصله من العاملين بلجنته.
الرمية الأخيرة :
عادة عندما تكون هناك قضية ما فيها طرف أقوى من الطرف الثاني أما أجتماعيا أو من حيث النفوذ والمنصب فاذا كان الطرف الضعيف هو المخطيء فأنه ينال عقابه كاملا ولا يعفو عنه الطرف القوي اذا كان الحق معه ولا يغفر له تجرأه عليه واذا ما تنازل صاحب الحق القوي (وهذا نادرا ما يحدث) فأنه على الأقل سيطلب رد أعتبار ولو بالاعتذار العلني أما الملا اعلاميا .. في مثل هذه القضايا لابد من أن يكون هناك عقاب لأحد الطرفين اما للمدعي اذا كان كاذبا وأفترى على خلق الله أو للمدعى عليه أذا ثبت عليه الجرم ولا مجال هنا للتنازل أو التسامح والعمل بمبدأ المرور (كل واحد يصلح سيارته) لأنه في مثل هذه القضايا يكون الحق أغلبه عاما وليس خاصاً.
الحبل على الغارب