فقدت كرة القدم السعودية خلال السنوات الماضية الكثير من مكتسباتها وتراجع حصادها وحضورها ومستواها وبالتالي سمعتها ومكانتها.. فكان تواجدها خلال أكثر من محفل مخيب للآمال وجاءت بنتائج غير مرضية سببت الكثير من الأزمات وأوجدت ساحة من التضارب والتراشق وتصفية الحسابات في المنظومة الرياضية.. رغم أنه وللإنصاف لا تنقص رياضتنا المواهب ولا الكوادر ولا الخبرة أو التمرس ولا الدعم والمتابعة وفرص النجاح دائما مهيأة والظروف في أغلب الأحيان تبدو مناسبة.
اعتقد أن أكثر المسببات والحقائق المكشوفة والتي أدت إلي الأزمة الرياضة ترجع إلى أمور غاب فيها الفكر والثقافة والمهنية وتطبيق الاحتراف وقصور في العمل والإخلاص طغى عليها التخبط والعشوائية والمجاملات.. والعديد من النواحي الفنية والإدارية في التخطيط والبرامج والتطوير والمنشآت والأكاديميات فالوعود أكثرها لم تنفذ والإصلاحات كان أكثرها بمثابة مسكنات.. وكذلك ميول الإعلام وتعصب الشارع الرياضي وتلونه فكانت عدة مسببات شكلت عائق كبير وحجر عثر أمام طريق رياضتنا.. فبالتأكيد إن ما تعرضت له رياضتنا في العقد الأخيرة يعد نكسة لرياضة تملك تاريخ وسمعة اعتادت أن تكون في الواجهة لا ترضى بغير البطولات والإنجازات.
فمع تصدر منتخبنا لمرحلة الذهاب من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 لاحظنا عودة الروح للشارع الرياضي وسمعنا نغمة الفرح والتفاؤل والتي تعتبر حافز جيد في مشوار التصفيات بانتظار بداية مرحلة الإياب.. حيث لا مجال للتفريط وستكون نقاط أول مواجهتين حاسمة وستفرق كثيرا في الحسابات.. فكل التوفيق لمنتخبنا.
باختصار.. نحتاج قيادية إدارية وفنية وكوادر رياضية تملك الطموح وروح التحدي والإصرار والعزيمة وهذا ما نلمسه في الآونة الأخيرة مع انتخابات على مستوى كرسي رئاسة إتحاد كرة القدم بشعار “عصر ذهبي” حيث الجهود والعمل بهدف تصحيح المسار بمنهجية الإدارة كمزيج من العلم والفن وإعادة هيبة بطل مفقودة.