لم يكن رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم “جوزيف بلاتر” مضطراً لتحمل حماقات السكرتير العام “جيروم فالك” لولا أن الأخير كان ولازال الأداة التي يراهن عليها بلاتر في الضغط على خصومه وإقصاءهم مستغلاً ما يتمتع به “فالك” من جرأة نادرة في الإتهام والتدليس وتضليل الرأي العام ، والتحكم بالخيارات بما يخدم بلاتر وأهدافه الشخصية ، فضلاً عن أن “فالك” وبحكم منصبه مضطلع تماماً على خفايا الرئيس وأسراره ، لذا فإن “فالك” بالنسبة له كسلاح ذو حدّين ، ويحظى بما لا يحظى غيره من تعامل “خاص وحذر” ، حتى وإن كلّف ذلك ظهور بلاتر في العديد من المناسبات بوجه تغلّفه الخيبة والإحباط ، مُبدياً الإعتذار جرّاء ما يرتكبه “فالك” من أخطاء فادحة وفاضحة نظير تعاطيه المزاجي والفجّ مع العديد من الملفات ، وما لهذا التعاطي من تداعيات كبيرة .
“فالك” الذي أطلق تصريح غريب لا يتوافق ومرئيات الفيفا حول الأحداث المؤسفة التي تَلَت مباراتي مصر والجزائر .. ما أجبر بلاتر على الخروج بملامح الخيبة ليعتذر ويقول بأن تصريح “فالك” سابق لأوانه .
“فالك” يحرج بلاتر من جديد ويُقحم الفيفا في مشاحنات عنيفة مع البرازيل على هامش استعدادها لتنظيم مونديال 2014 ، إذ قال “فالك” : ربما تحتاج البرازيل لركلة من الخلف تعجّل من إنهاء استعدادها لاستضافة المونديال” الأمر الذي أثار حفيظة البرازيليين ووصفوا “فالك” بالفاسق والغير مرغوب به ، ما اضطر بلاتر للدخول سريعاً على الخط والإعتذار للبرازيل عمّا بدر من “فالك” .
إلاّ أن “فالك” ذو فضلٍ عظيم على بلاتر إذ استطاع أن يخلّصه من أشد المنافسين شراسة نحو الترشّح لرئاسة الفيفا .. محمد بن همّام الذي رحل عن عالم كرة القدم بتدبير من الداهية “فالك” على خلفية إدانته بتقديم “رشاوي” لمسئولين في منطقة الكاريبي أثناء حملته الإنتخابية ، والتي نفاها بن همّام جملة وتفصيلا ، إلاّ أنّ “فالك” ورفاقه نجحوا أخيراً في إفساح الطريق لبلاتر للإنفراد برئاسة الإتحاد الدولي لكرة القدم ، ولعلّ هذه كافية لأن يتحمّل بلاتر من “فالك” كل أصناف الحماقات .
خاتمة :
ما طالعتنا به صحيفة “فرانس فوتبول” من تحقيق مفصّل حول تورّط قطر في تقديم “رشاوي” للحصول على أصوات وبالتالي الفوز بشرف تنظيم كأس العالم 2022 ما هو إلاّ دليل واضح على تحرّك لـ”فالك” في هذا الإتجاه فليحذر القطريون .
منيف الخشيبان
Twitter@Munif_2012