لا يقل دور الصحفي والإعلامي بشكل عام عن دور المعلم فهما ينقلان معلومات لإيصالها للأجيال في مختلف المراحل وان كان المعلم يحمل رسالة ذات هدف تربوي محدد ولفئة معينة ووفق منهج واضح فإن الاعلامي يحمل ايضا رسالة يتوجب عليه ايصالها بل ان عليه استشعار الدور التربوي كون يؤثر في شريحة واسعة من الجمهور وبالتالي فإن تغييره للحقائق او تزييفها لابد ان يؤثر على مصداقيته وعليه فسيتهاوى دوره بل ويتحول الى محرج ان صح التعبير ومسوق لأفكار تتنافي مع الواقع.
وعلى الاعلاميين ان يكون عملهم ممنهج وفق رؤية اكثر شمولية وان لا يكون الافق الضيق عنوان لطرحهم وهذا لا يخص الخبر فقط بلك كل الفنون الصحفية ورغم ان قدسية الخبر في العرف الصحف تم انتهاكها وتزييفها وبات الغث والسمين مختلطان إلا ان كافة الجوانب الصحفية يجب ان تعامل معاملة الخبر بمنظوره الصحيح.
وليس عيباً ان يعترف الإعلام بالخلل ومحاولة التصحيح في سبيل الارتقاء بمستوى الطرح واكتساب ثقة المتلقي بعيداً عن أي مؤثرات أخرى.
وفي الجانب الرياضي تحديداً يكون دور الصحافة والإعلام أكثر حساسية كون المشاهد الرياضي يقتنع ويهتم بما يطرح اكثر من قناعته واهتمامه بما تقدمه المدارس بسبب عشقه لكرة القدم تحديدا واهتمامه بكل تفاصيلها.
والشرائح المجتمعية التي تهتم بكرة القدم هي تمثل نسبة عالية من مكونات المجتمع وبفئات عمرية مختلفة وهذا يعني ان التأثير سيكون اشمل وأكثر كلما كانت الحقيقة عنوان اما في حالة فقد الثقة بين الجهتين فإن التلوث الإعلامي سيفرز مشاعر متضاربة محتقنة قابلة للانفجار والتمحور نحور ردة الفعل العكسية وكلما كان الطرح الإعلامي متلائم مع ثقافة الشارع سادت الفوضى والهمجية لكن هذا لا يعني ان يكون الطرح جامدا متمسكاً بالفئات المستهدفة النخبوية فقط.
وهناك فرق بين لغة الشارع كوسيلة تواصل ناجعة وبين ثقافة الشارع التي لا تعترف بسقف الاحترام ولا منطقية الطرح
80% من الحقيقة
الطرح الصحفي عندما يتعلق بالرؤى والأفكار يجب ان يتوقف عند حد معين لكن الخطوط الوهمية لسقف الحرية يجب ان تحترم من ذات المصدر عطفاً على تباين مستوى ثقافة المتلقي. وفي الرأي تحديدا يجب ان يكون الطرح من وجهة نظري بما يمثل 80 % من الحقيقة وذلك بسبب تصاعد حدة التعصب للرأي ورفض الآخر ومتاهة المؤامرات والتشكيك وتلون الحبر الصحفي.
ولطرح رأي يقبله الجميع كونه مصنف مسبقاً لدى المتلقي فيجب ان يراعى ضرورة تقبل الرأي الاخر للحقيقة ولو جزئياً وعندما تطرح الفكرة كاملة لا مشكلة فيها لكن على ان تبقي 20% من الطرح ليقبلها الطرف الآخر وهنا يمكن تغير وتؤثر حتى تصل للحقيقة الكاملة.
هذا الاسلوب التدريجي في التغيير سيكون سبباً في نزع فتيل التعصب الاحمق وسيعيد الهيبة للصحافة والإعلام وفيه احترام لكل الاطراف.
كونك تميل لنادي معين فإن ارائك مرفوضة تماما من انصار النادي المنافس لكن ايصال الفكرة بتجزئتها كفيل بكسب ثقة المتلقي والتأثير فيه وهذا يعني انك احترمت الجميع ومارست دورا تثقيفياً اكثر فعالية وتأثيراً من الانحياز التام في نظر الشريحة التي تؤمن بأن الميول المحرك الأول للإعلام