يحق لجماهير نادي الاتفاق الملقب بالكوماندوز أن تفخر بهذا الفريق البطل الغير متوج فهو يقدم نموذجاً في العمل الرياضي والإعداد واكتشاف النجوم وتصديرهم والمنافسة على أعتى البطولات وأخيرا المشاركة الآسيوية.
ورغم قلة الموارد المادية وانحسار دور أعضاء الشرف وكل العوائق التي من شأنها جعل الفريق متوسط المستوى يبحث عن البقاء ضمن دائرة الضوء إلا إن الفرقة الاتفاقية نافست أصحاب الملايين والجاه والدعم الإعلامي وقدمت ما يجعلها الأفضل والأميز والأنجح بقيادة الخلوق عبدالعزيز الدوسري.
في دوري زين أثبت الاتفاق إن حصوله على المركز الثالث الموسم الماضي لم يكن ضربة حظ بل ينم عن عمل كبير وجهد اكبر وبالتالي نال الاستحقاق الآسيوي.. ويبدو إن الفرصة ستظل بين الاتفاقيين للمنافسة على الدوري مع اخذ في الاعتبار طموح الأهلي ورغبة الشباب وتحفز الهلال.
في بطولة كأس ولي العهد وصل الاتفاق للنهائي بعد أن جاء من الطريق الصعب بعد أن تجاوز الأهلي في دور الأربعة وهو الذي أزاح الشباب في دور الثمانية وكلا الفريقين منافسان على الدوري وهما الأكثر قوة هذا الموسم.. بعكس الطرف الآخر الهلال والذي واجه فرق شبه منهارة وبحكم تواجدها في مراكز المنتصف يعني إن الطريق كان مفروشاً بالورد لبني هلال.
في النهائي كان الإعلام الذي لا يرى ولا يسمع إلا اللون الأزرق توج الهلال على عرش البطولة قبل انطلاق صافرة البداية وابلغ الاتفاقيين برسالة مفادها إن حضورهم للنهائي تأدية واجب فقط.
تلك الضغوط الإعلامية والحرب النفسية أتت أكلها فقد خسر الاتفاق المواجهة قبل بدايتها وتحقق ما أراد الإعلام بعد أن تجيش في صف الزعيم.
بلا شك إن المنصف يرى إن البطولة سرقت ممن يستحقها والفريق الأكثر تنظيما واستقراراً هذا الموسم وإذا كانت هناك أخطاء تحكيمية فإنها لم تكن مستغربة كون الحكم جزء من اللعبة ولا شك إن هذه القاعدة تترسخ إذا كانت الأخطاء من صالح الهلال في العرف الصحفي المحلي.
لك الله يا اتفاق ولعل البطولة الآسيوية تنصف مستواك المتطور وهي التي عودتنا على كشف المستويات الحقيقة وتحجيم الفرق المتباهية بمقاساتها الطبيعية. ولا يجب على الاتفاقيين إن يحبطوا من خسارة النهائي كونهم حظوا بالسلام على راعي البطولة الأمير نايف بن عبد العزيز حفظه الله وهذا شرف عظيم.. وكذلك فإن خسارتهم بالمقاييس الفنية تعتبر منطقية كون الخصم هو الهلال وما ادارك ما الهلال.
وننتظر الكوماندوز في الاستحقاق الآسيوي فهم يملكون كل المقومات لتحقيق طموح جماهيرهم ورفعة اسم الوطن في هذا المحفل الكبير ولا تقلل خسارة كأس ولي العهد من جهدهم المبذول والذي هو محل تقدي واحترام كل الرياضيين عطفاً على أن بطولات النفس القصير عادة من يحظى بها من يملك حظاً اكبر في معظم الأحوال.
نايف الجهني
مدير تحرير سبورت السعودية