أزمة توثيق..!

سلطان الزايدي
في رياضتنا مشاكل كثيرة لا يمكن لها أن تحلّ في وقتٍ قصير، ومع هذه المشاكل المتراكمة نفتح نوافذ لمشاكل أخرى؛ إلى أن أصبحت بيئة العمل الرياضي مشوشةً ومشحونة، وأصبحنا في دوامةٍ لا أحد يفهم كيف ستنتهي..؟! الحقيقة التي يفهمها الناس أن المستوى الرياضي المرتبط بالإنجازات الرياضية السعودية سيئٌ جدًّا، وهذا السوء سيستمر طالما نحن لا نفكر في أسلوبٍ مناسبٍ يتغير معه الواقع السيئ، ولعل السؤال الذي يردده الكثيرون في هذا التوقيت بالذات: ما الفائدة من مشروع توثيق البطولات طالما أنه مشروعٌ ثانويٌّ لن يحقق لنا أي منجزٍ على الصعيد الإقليمي أو القاري؟
هو عملٌ توثيقيٌّ في إطارٍ (محليٍّ) لا يهم أحدًا بقدر ما يكون ضرره على مسيرة العمل الرياضي في المملكة كبيراً، بدليل أنه مذ ظهور هذا الأمر والتنسيق لعمل مؤتمرٍ؛ لطرح النتائج التي توصلت لها لجنة توثيق بطولات الأندية والمجتمع الرياضي من كل حدبٍ وصوابٍ أصبح شغله الشاغل هذا التوثيق، لدرجة أن المنتخب السعودي كان يخوض أهمّ مبارياته في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، والمجتمع الرياضي لا يفكر إلا في نتائج هذا المشروع، فهذا المشروع -ومن وجهة نظري- لا يمكن أن يطرح في هذا الوقت الذي تعيش فيه الرياضة السعودية أسوأ حالاتها على صعيد الإنجازات، وآخرها أولمبياد “ريو” الأخيرة التي لم يكن لنا كدولةٍ تهتم بالرياضة أي منجز، بل نحن كنّا خارج المنافسة في كل الألعاب الأولمبية، إذ كان من الأولى أن نناقش الوضع الرياضي المتردي، ونترك بعض الأمور لوقتٍ آخر عندما نشعر أننا نقدم لهذا الدولة نتائج جيدةً على مستوى المنتخبات ولأندية.
أيضا تنقصنا جوانب خططيةٌ وتنظيميةٌ كثيرة، وليس لمشروع التوثيق أي أهميةٍ في ظلّ ما يحدث لرياضتنا، ففكرة التوثيق هذه قد تُقبَل حين نكون في أفضل حالاتنا، حينئذٍ نهتم بتوثق تاريخنا الرياضي وتاريخ أنديتنا وفق أسسٍ واضحةٍ يعرفها المجتمع الرياضي قبل اختيار أعضاء اللجنة.
فأنا لا أفهم لماذا دائمًا نضع العقبات والمعوقات أمامنا في الوقت الذي من المفترض أن نبحث فيه عن الحلول وتوفير البيئة المناسبة؛ لعمل نقلةٍ مميزةٍ ترفع من المستوى الرياضي العام..!؟ يبدو أن واقعنا الرياضي ارتبط منذ سنواتٍ بالفشل في كل الاتجاهات، فلم ننجح في صنع النتائج الإيجابية، وأيضًا فشلنا في توثيق التاريخ الرياضي رغم أنه عملٌ ثانويٌّ، وهذا الجوّ المشحون سيكون له نتائج عكسية في المستقبل، ومن المفترض على الهيئة الرياضية أن ترتب أولوياتها، وتبدأ بالمهم في صناعة مستوى رياضيٍّ مشرّفٍ يتواكب مع كل الظروف؛ حتى نحصد الإنجازات، ومن ثم نلتفت لما هو أقل أهمية؛ لهذا من المفترض إيقاف العمل في هذا المشروع التوثيقي، ودعم أنديتنا لتطوير عملها وتنظيمه، والتخلص من العقبات التي تعيق عملية التطور والاستمرارية، وتحقيق النتائج الإيجابية على المستوى القاري والإقليمي، والأهم من هذا كله أن نعترف بوجود أزمةٍ حقيقيةٍ على مستوى النتائج.

وكل عام ووطني بخير..

سلطان الزايدي
@zaidi161

6