ما الذي سيتغير في الموسم الجديد؟

سلطان الزايدييُخيل إليّ أن جواب هذا السؤال يحتاج أولًا إلى تحديد الهدف من السؤال، فالنظرة العامة للمشهد الرياضي -الخاص بمنافسات كرة القدم في المسابقات الكروية- ربما لا يحمل في طيّاته الهدف الحقيقي من هذا السؤال، فالسؤال من الناحية التفصيلية يحتاج لدراسةً شموليةً لكل أبعاده، لكنني سأختصر ما يجب أن أقوله في جواب سؤالٍ كهذا.
ففي كل موسم تتكرر المنافسات، ويتكرر كثيرٌ من الأخطاء أحيانًا، ويتم تجاهل تلك الأخطاء بشكلٍ أو بآخر، ومع استمرار المنافسات لا تجد مَنْ يهتم بمتابعة ما يحدث من أجل العمل على تدوينها وتلافيها في المواسم التي تليها، ولن أكون مبالغًا لو قلت: إن هناك أخطاء كثيرة تتكرر منذ زمنٍ طويلٍ على مستوى اتحاد الكرة ولجانه، وعلى مستوى الأندية، فيما يخص الأنظمة واللوائح، فالسائد أن الحلول تكون وقتيةً بشكل دائم، ويكون الهدف منها الخروج من الأزمة ومن ثم التفكير في دراسة الأمر، ونضع لها الحلول المناسبة، وبمجرد ما تنتهي الأزمة لا يصبح هناك تفكير جدي بدراسة الأمر ووضع حلول مستقبلية تمنع تكرار الخطأ، والأمثلة في هذا السياق كثيرة، ربما من أبرزها: الأزمات المالية للأندية التي أرهقت كاهلها، وقضايا الاحتراف، ونظام الهواة، وروزنامة المسابقات، والمنشآت الرياضية المعطلة منذ زمن، والبت في قضايا الفساد وشبهته، والكثير من تلك الحكايات والحوارات التي تتكرر في كلّ موسمٍ دون أن نلحظ أي تقليص في عددها، بل مع كل موسم نخرج بمشاكل جديدة؛ لهذا يُعتبر مكمن الخلل في طريقة العمل، وفي أسلوب التنظيم على كافة المستويات الإدارية والفنية فيما يخص اتحاد الكرة والأندية، وهذا أمرٌ يساهم في تفاقم المشاكل دون الوصول لحلولٍ تجعل لهذا العمل معنى..! وتظهر نتائجه بشكل واضح أمام المهتمين بالشأن الرياضي في هذه الدولة، ولو أن اتحاد الكرة والأندية دوّنوا أخطاءهم في كل موسم، وعملت كل جهةٍ وفق حدود إمكاناتها على وضع الحلول المناسبة حتى لا تتكرر، قد نلمس انخفاضا واضحا في عدد تلك المشاكل والعقبات، وإن وجدت ستكون مشاكل جديدة، لم يسبق أن تمّ التعامل معها، وهذا كلّه يدخل ضمن إطار العمل الإداري الذي يهتم بالنظام وتنظيم العمل وفن إدارة الأزمات.
إن التفكير السليم يبدأ بوضع الحلول المرتبطة بتأسيس نظام شامل، مبني على أسس دقيقة وسليمة وبصورة واضحة، يمكن من خلالها تقديم رؤيةٍ شاملةٍ لسير العمل والتغلب على الكثير من المشاكل في أنديتنا، لكن الواقع يقول لا يوجد سوى رئيس النادي هو مَنْ يصنع القرار دون الرجوع في أحيان كثيرة إلى نظام واضح وصريح تمّ وضعه مسبقًا، من هنا تبدأ العشوائية في العمل، التي تنتج عنها أخطاءٌ كثيرةٌ تعيق مسيرة النجاح، وتستنزف جهدًا ووقتًا كبيرًا، حتى يمكن السيطرة عليها وحلها.
أتمنى أن نلمس في هذا الموسم عملًا مختلفًا على الصعيد العام لمنظومة كرة القدم في السعودية، فبعض القرارات المهمة التي اتخذت في الفترة السابقة تعطي مؤشرا جيدا عن التغيير.
zaidi161@

6