مع الجولة الأولى

طارق ابراهيم الفريحمهما تعددت وتنوعت المسابقات والبطولات تبقى مسابقة دوري المحترفين السعودي لكرة القدم “دوري جميل” الحدث الأقوى والأكثر إثارة للشارع الرياضي.. الأمر الذي جعل الجميع يتابع باهتمام استعدادات الأندية وتسجيل اللاعبين وقضايا الديون.
لسان حال الوسط الرياضي يقول أهلا بالدوري في رسالة واضحة أن الموسم سيكون أكثر إثارة وقوة.. لذلك يبقى الدوري واجهة حضارية وعلينا جميعا الحفاظ على قيمته.
الثقة والطموح والروح وثقافة الفوز والبداية القوية ستكون علامة فارقة لمن أراد اللقب.. والأهم أنه لن يكون هناك إلا بطل واحد.. وقتها يمكن للجماهير الحكم على أداء أنديتها ومدى رضاها عن النتائج.
الضحية الأبرز والتي لا تبتعد كثيرا في جولات الدوري هي المدير الفني.. لذلك نحن بانتظار أول إعلان للاستغناء عن أحد المدربين.. في حين مهما نجح التحكيم فلن يلقى قبولا من الغالبية.. السؤال إلى متى تتحمل الأندية تكرار الأخطاء المؤثرة؟؟
بعض رؤساء الأندية يتعامل وكأن النادي من أملاكه الخاصة وبعضهم يكرر نحن متبرعون.. وبين هذا وذاك يكون الكيان هو الضحية.. لذلك “حكيم ياشيخ وخذوهم بالصوت والمؤامرة وفزعة الجيران” أصبحت مصطلحات رياضية لها مهرها.
ما يميز الدوري الجمهور فهو ملحه وحلاوته ومن يجعل الإثارة داخل الملعب لذلك لا بد أن تكون الملاعب بيئة جاذبة لهم.. وفي المقابل يبقى الإعلام بمختلف وسائلة كالعادة النقطة السوداء التي تسحب الإثارة خارج الملعب.
سوف تستمر مصطلحات “التخبط والعشوائية والاجتهاد” في عقول الكثير أنها بمعنى “الخصخصة والفكر والشفافية”.. أما الأمور التي تشكل اختلاف هي صعوبة التفرقة بين الميول والتعصب وبين الناقد والمحلل وبين العدالة والمساواة وكذلك بين كاميرا الناقل الرسمي وجوال مشجع.. فالتنافس والقضايا والاختلافات تبقى من حلاوة وجمالية المسابقة طالما أنها في حدود المقبول والمعقول.
تفتقد ملاعبنا للمواهب الشابة إلا أن ظروف العديد من الأندية ستجبرهم على تصعيد لاعبي الفئات السنية الأمر الذي قد يكون أكثر إيجابية.. أما النقطة الأكثر سلبا فهي الناقل الرسمي والذي مهما اجتهد فهو بعيد كل البعد عن الاحترافية والمهنية.. وإذا سلمنا بالمقابل المادي المدفوع رغم قلته فمن يقنعنا بمدة طول العقد!!
مع هذا الزخم علينا أن لا ننسى أن هناك مشاركة مهمة لمنتخبنا الوطني في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم.. هنا يجب أن يكون الدعم الأول للمنتخب.
أخيرا يبقى الاتحاد السعودي لكرة القدم هو رأس الهرم ومن يدير اللعبة وينظمها ويشرف عليها بصفته الجهة الرسمية الراعية للمسابقات الرياضية.. وعلى الجميع احترامه فهو منطقيا وأدبيا من خلال ثقة طرحت فيه يتمتع بسيادة تحميه من أي تشكيك أو تجريح.
طارق الفريح
تويتر TariqAlFraih@

6