نظرة ثاقبة.. للتجمعات الشبابية
عيسى الجوكم

عيسى الجوكم

* جميل جدا عندما تسقي الزرع وهو في بذرته الأولى، ليكون أكثر اخضرارا في المستقبل.

* وجميل أكثر أن يكون مهندس الحديقة الغناء هو الساقي لها، والرائد لزهورها وورودها، لتفوح برائحتها عطرا وأريجا، وتتشكل بقعة ضوء في محطات قادمة.

* والدورات الرمضانية بالساحل الشرقي، وجدت من ينثر في مساحتها الاهتمام والرعاية والحضور والتشجيع، لأنها في فكره النير أبعد من منافسة رياضية، لاندماجها في حلقة اجتماعية إنسانية تنمي في شباب المنطقة روح العمل التطوعي للفعاليات المصاحبة لها، خصوصا في تفاعلها مع الجمعيات الخيرية، والتفاتتها إلى فئات المجتمع من أيتام وذوي احتياجات خاصة وزيارات لمساجين ومرضى وكبار السن.

* هكذا نظر الأمير سعود بن نايف لهذه الدورات الرمضانية وشجع القائمين عليها بالرعاية الكريمة، وكأنه يوجه رسالة مفادها أن الرياضة ليست منافسة كروية فقط، بل هي منهج ومنظومة اجتماعية نبيلة تتحقق من خلالها أهداف سامية.

* ومساء اليوم بنادي القادسية يتوج سموه هذا الاهتمام والرعاية لهذه الدورات بحضور ختام دورة حمد الزامل (يرحمه الله) في رسالة للشباب الرياضي أن العمل المتقن في المنطقة له وجوه عدة، ومن بينها الوجه الرياضي المتزن الذي يهتم إلى جانب المنافسات بالجوانب الإنسانية والاجتماعية.

* لقد دأب سمو أمير المنطقة الشرقية في الآونة الأخيرة على دعم مسيرة الشباب في جميع المبادرات منذ الإطلالة الأولى لها، وحول المتعثر منها لمنجز بالدعم اللا محدود، ولنا في محطة شباب الأعمال مثالا واقعيا يحكي قصة نجاح مبهرة، عندما تلقف المحاولة ليقفز بها لمبادرة، ويجني شبابنا واقعا بعد أن حلما.

* ومساء اليوم سيكون للدورات الرمضانية عهد جديد بتدشين سموه أول حضور له للإعلان عن منهجية جديدة لها، مثلها مثل محطة شباب الأعمال بالغرفة التجارية، ويقفز بالتجربة الرمضانية من حاجز المحاولة، لسلك المبادرة الحقيقية، لنرى في المواسم القادمة احترافية أكبر مما كانت عليه في هذا العام أو الأعوام الماضية.

* وأجزم أن الجانب الاقتصادي سيدخل في مشروع الدورات الرمضانية في الأعوام القادمة عن طريق تشجيع الشركات والمؤسسات الناشئة، دون إهمال الجوانب الأساسية لهذه الدورات، وأعني بها الفعاليات الإنسانية والاجتماعية المصاحبة لها.

* لست مبالغا، إذا أشرت أن رعاية الأمير سعود بن نايف للعديد من الدورات الرمضانية هذا العام، كان لها الأثر الكبير في توسيع القاعدة بها أولا، وتقديم المميزات بها ثانيا، والتنافس الإيجابي بين اللجان المنظمة لها ثالثا، حيث لمسنا عن قرب مدى الجهد الذي تبذله الدورات الكبيرة في المنطقة عبر تنويع فعالياتها وأنشطتها، مما جعل الشرقية رمضانيا مضرب المثل في المناطق الأخرى لغزارة الفكرة لهذه الدورات، ونجاحها ميدانيا وإعلاميا وجماهيريا، والأهم أنها ربطت المجتمع ككل بالأندية الرياضية سواء من مشايخ وعلماء ووجهاء ورجال أعمال، حيث كان لهذه الأسماء دور فاعل في الحضور والمشاركة كل حسب تخصصه، وهذا ما جعل المنطقة محسودة بالنظرة الثاقبة لحاكمها الإداري في لفت انتباه الجميع لهذه الدورات برعايته التي كان يهدف منها الاستفادة من هذه التجمعات بما يعود على شبابنا بالمنفعة والفائدة في التجمعات الشبابية، لحمايتهم من الأفكار الضالة في أوقات فراغهم.

* ولا يفوتني في هذه الالتفاتة الكريمة من سموه للشباب الرياضي بالمنطقة أن أهنئ الشاب مساعد الزامل الذي أضاف لهذه الدورات بعدا جديدا بدورة حمد الزامل، وهذه التهنئة ليست لنجاح الدورة، وليس لشخصه فقط، وإنما للفكرة الخلاقة التي ذاب فيها كفرد ودورة للمرحوم في (المجموع) العام للدورات المقامة في المنطقة بتكريمهم بحضور راعي الختام الأمير سعود بن نايف، وهي مبادرة تدل على أن هذا الشاب تفكيره أبعد من نجاح دورة، وإنما نجاح فكرة.

6