أنقذوا «المظاليم» من الإفلاس

سلطان السيفكان رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد محقاً وهو يتحدث بعد افتتاحه واطلاعه على عدد من المشروعات الرياضية في القصيم عن صعوبة الأوضاع المالية لفرق دوري الدرجة الأولى أو “دوري المظاليم” مثلما يصطلح على تسميته في وسائل الإعلام.

حين يأتي هذا الحديث من رأس الهرم الرياضي في المملكة فهذا يعطي انطباعاً عن شعور المسؤول بمعاناة فئة مهمة من أندية الوطن، ففرق الدرجة الأولى تعاني بشكل كبير من ضعف المداخيل، ولا مبالغة عند القول إن ٩٠% من إيراداتها يأتي عبر مبادرات فردية لمسؤوليها من رؤساء وأعضاء شرف وإداريين ومحبين، في وقت يعتبر هذا الدوري هو الأصعب والأطول في الكرة السعودية كونه يشهد إقامة ٣٠ جولة كل موسم عدا عن مشاركة بعض أضلاع الدوري في مسابقات خروج المغلوب وأعني كأس خادم الحرمين الشريفين وكأس سمو ولي العهد.

لايمكن لأي فريق في هذا الدور المشاركة بفاعلية والمنافسة أو على الأقل التواجد بشكل جيد من دون تأمين موازنة مالية لاتقل الإيرادات فيها عن سبع ملايين ريال، وهذا رقم فلكي، إذ لا يحصل المتنافسون في هذه المسابقة إلا على مبلغ ٧٥٠ ألف ريال يتمثل بإعانة الاحتراف السنوية والتي هي الأخرى تصرف على دفعتين كل دفعة بقيمة ٣٧٥ ألف ريال.

وهنا لو افترضنا أن معدل ميزانية النادي المشارك في هذه المسابقة تعادل سبعة ملايين ونصف المليون، فإن إعانة الاحتراف لا تشكل سوى عشرة بالمائة من المداخيل، وعلى الإدارة تأمين المتبقي عبر استجداء الدعم من الشرفيين وربما من المشجعين.

تلقى دوري الأولى ضربتين موجعتين للغاية في العامين الأخيرين، إذ فقد عقد الرعاية السنوي الذي كان على الرغم من ضعف قيمته التي بلغت ستة ملايين ريال سنوياً يشكل أهمية كبيرة للأندية، وعلاوة على ذلك لم يُشمل بعقد النقل التلفزيوني الضخم الذي تتمتع به فرق “دوري عبداللطيف جميل”.

يملك هذا الدوري العديد من مقومات النجاح، بدليل المتابعة الجماهيرية الكبيرة لمبارياته لتواجد العديد من الفرق التي تحظى بقاعدة عريضة من الأنصار، ويستأثر باهتمام المتابعين خصوصاً في الجولات الأخيرة من البطولة التي أشبه ما تكون بسباق الـعشرة آلاف متر بسبب كثرة مبارياته التي أفضت إلى انقلاب موازين المنافسة باستمرار في كل جولة.

أيضاً لا يمكن تجاهل الكم الهائل من الأسماء الواعدة والطموحة التي تتواجد في هذه البطولة، فهناك العديد من الأسماء التي خطفت الأضواء في دوري الكبار خلال المواسم السابقة ووصلت للمنتخبات وأصبحت ذات قيمة فنية وجماهيرية ومالية عالية، وهي بالأساس جاءت من أندية “الظل”.

غادرت رابطة دوري الدرجة الأولى المشهد مع انتهاء عقد النقل التلفزيوني السابق وانسحاب راعي الدوري وعجزت عن الصمود بسبب سوء التسويق وضعف القدرة على التفاوض وفرض وجود هذا الدوري على القنوات الناقلة والمعلنين، في وقت كان يمكن لاتحاد كرة القدم ورابطة دوري المحترفين الوقوف مع الرابطة وأنديتها والمساهمة في رفع مداخيلها بدلاً من العودة لنقطة الصفر، وهو ما ينتظره محبو هذه الفرق قبل دخول نفق الإفلاس الذي أصبح وشيكاً.

7