الآسيوية صعبة قوية

صالح شتويبعد الخروج (المرير) للزعيم الهلالي من بطولتين متتاليتين، ومن أمام نفس الفريق، وفي ظرف أسبوع واحد! لم يبد الإعلام والجمهور الهلالي، أي ردود فعل (عنيفة) بل إنه ساند الفريق عوضاً عن هذا وشجعه، في بادرة راقية ونادرة ومسؤولة، حيث كان الفريق يستعد وقتئذ للدفاع عن اسمه، واسم الكرة السعودية، في بطولة آسيا، لكن الزعيم الكبير، يخرج من البطولة، هذه المرة، من الباب الصغير! ويخرج بمرارة أشد من سابقيها، حيث ظهر الفريق بكل وداعة ولطف في المباراة، ولم يظهر أي منافسه ولا مقاومة ولا حتى رغبة في الفوز! والخروج في الواقع، بدأ من مباراة الذهاب، حيث كان الفريق يلعب على أرضه وبين جماهيره، لكنه لم يبادر للهجوم، ولم يكن عنده أي رغبة في التسجيل، بل الأدهى من ذلك، أنه لجأ إلى تشتيت الكرة، والتقوقع في ملعبه، في الثلث الأخير من المباراة، رغم التعادل السلبي!؟ وكأنه يريد الهرب من التسجيل في مرماه، بدلاً من أن يسجل هو، وفريق فرط في الفوز والتسجيل على أرضه، من الطبيعي جداً أن يخسر خارجها وبسهولة، وبهذا الخروج يكون الفريق، قد خرج من ثلاث بطولات كبرى، في أقل من شهر! ومن يعرف الهلال حقاً، يعلم أن هذا عبث صراح في تاريخه، وتشويه غير مسؤول من إدارته ولاعبيه لهيبته، هنا انقض النقاد، ومعهم جمهور الهلال، على اللاعبين ليحملوهم كامل المسؤولية عن الخروج، وأراهم محقين في ذلك، فأعذار الإرهاق وشح الموارد المالية، وضعف مدير الكرة، وإشراك المدرب السابق دونيس للاعبين في غير مراكزهم، وتداخل المسابقات وغيرها، أشياء لها تأثير بالطبع على أداء اللاعبين، ولكن ليس بذلك الشكل المخزي الذي ظهروا به، والمشكلة حقيقة، ليست في لاعبي الهلال وحدهم، ففرقنا كلها خرجت قبله من ذات البطولة، بل المشكلة في اللاعب السعودي عامة، وفي عقليته ومدى تطبيقه للاحتراف الفعلي، وقد كتب مقالاً في هذا الشأن قبل عام ونصف تحديداً، عندما خرج منتخبنا أمام الأوزبك أنفسهم، وقلت حينها إن كرتنا لم تتراجع ولم تتقدم، بل هي تراوح مكانها، الذي فرق أن الآخرين هم الذين يتقدمون، ونحن في مكاننا، لذا أصبحوا ينتصرون علينا بسهولة، وقلت أيضاً إن الشلهوب الذي سجل لوحده، في مرمى الأوزبك ثلاثة أهدف من أصل خمسة، وتلاعب بهم حينها، هو ذاته الذي لم يقدم أي شيء يذكر، لإنقاذ منتخبه من الخروج على يديهم هذه المرة، لم يتراجع مستوى الشلهوب حينها، بل هم الذين تقدموا، وتحول الفوز القديم عليهم بالخمسة، إلى خروج مخجل لنا!! الفرق الخليجية والعربية والآسيوية، كلها تعمل بجد على كرتها، وتتقدم وتتطور، أما نحن فكل ما نعمله هو التغني بالأمجاد فقط! لذا من الطبيعي أننا خسرنا منهم جميعاً، خسرنا من الأردن ومن سوريا ومن الأوزبك ومن الكل! وحينها قلت أيضاً، طالما أننا نعمل على الترقيع والسمكرة، ونهمل الصناعة وبناء القاعدة، فإننا موعودون بالتأكيد، بالمزيد من الانكسارات والتراجع، وها هو الزمن، يثبت هذا، فماذا فعلت كرتنا من ذلك الوقت، على مستوى المنتخبات والأندية، على المستوى الإقليمي والعربي والآسيوي؟ أظن أني لست بحاجة للإجابة على هذا التساؤل، فالجميع يعرف ماذا فعلنا وماذا قدمنا، أما اليوم فأقول للمسؤولين في الهلال وباقي فرقنا المغادرة، احلموا ورقعوا وسمكروا، ولن تجنوا والله غير الذل والانكسار والتراجع، وماذا ذكرته في هذا المقال سأعيده عليكم بعد حين، إذا بقيتم على حالكم، وأصررتم على بناء القصور على الرمال كالعادة.

15