بعد نحو عام ونيف على انتخاب الاتحاد السعودي لكرة القدم اكتشفنا أن المنتخب لا يملك لائحة تختص بالمخالفات والعقوبات، وذلك حينما تورط الاتحاد إبان أحد معسكرات تصفيات كأس آسيا 2014 في قضية الحارس عبدالله العنزي، وحينما أرادوا معاقبته اكتشفوا أن “الأخضر” بلا لائحة، ولنا أن نتخيل كيف أن منتخباً بحجم المنتخب السعودي بكل تاريخه وبما يضم بين صفوفه من لاعبين محترفين يتقاضون ملايين الريالات لا توجد به لائحة!.
يومها اضطر اتحاد الكرة للهروب من هذا المأزق وتحت ضغط الشارع الرياضي للطلب من لجنة الاحتراف النظر في القضية، بيد أنها رفضت بحجة أن لا علاقة لها قبل أن تخضع تحت سياسة “حب الخشوم”، فنظرت فيها ليس وفق مواد اللائحة وبنودها، وإنما وفق لائحة “كلٍ يصلح سيارته” إذ اكتفت بلفت نظر!.
وفي سبتمبر الماضي مرّ على عمر الاتحاد المنتخب ثلاثة أعوام، هرب الثلاثي فهد المولد وشايع شراحيلي وعبدالفتاح عسيري من فندق المنتخب بعد مواجهة ماليزيا في التصفيات الآسيوية الجارية، ليلتها كانت كوالالمبور تعيش اضطراباً أمنياً بعد الشغب الذي مارسته الجماهير الماليزية عقب فوز “الأخضر” احتجاجاً على اتحاد الكرة في بلادهم، وكان رئيس الاتحاد أحمد عيد قد أصدر تعليماته المشددة للاعبين بعدم الخروج، لكن الثلاثي ضرب بكل ذلك عرض الحائط وبات ليلته خارج الفندق!.
فجأة وجدنا اتحاد الكرة مرتبكاً وجلاً، فالتصريحات ضبابية والمواقف متباينة بين إدارة المنتخب وإدارة الاتحاد، ولا ندري سر ارتباكه هذه المرة فقد وعدنا بعد حادثة حارس النصر بأنه بصدد إصدار اللائحة بعد بضعة أيام، واللائحة التي وعدنا بها هاهو يمر عليها نحو عام ونصف العام وهو ما يفترض أنها صدرت وتوزعت بل وحفظها اللاعبون عن ظهر قلب؟!، لكننا صدمنا من جديد، فاللائحة المزعومة لم تصدر، أو بمعنى أدق صدرت كما يقولون لكنها لم توزع على اللاعبين؛ لأنها ناقصة، أو وزعت لكن اللاعبين استلموها ناقصة. هكذا قالوا وفرائصهم ترتعش!.
بعد طول تفكير ووسط استياء عام من الوسط الرياضي إلا من الاتحاديين والنصراويين طبعاً اهتدى اتحاد الكرة إلى معاقبة الثلاثي لكن هذه المرة لم يطلبها من لجنة الاحتراف بل أحالها للمكتب التنفيذي فصدرت العقوبة بتغريم الثلاثي 50 ألف ريال مع عدم استدعائهم للمنتخب لمدة شهرين، ولم يقولوا لنا في البيان الذي وزعوه على الإعلام ما هو السند القانوني، واكتفوا حينها بالقول: “إنهم اتخذوا عقوبتهم بعد اطلاعهم على تقرير إدارة المنتخب!”.
بعد أربعة أشهر من تلك الحادثة وقبل نحو نصف عام على نهاية الفترة القانونية للاتحاد، وبينما اللاعبون ينتظمون لمواجهة ماليزيا والإمارات فضل اللاعبان سالم الدوسري ووليد باخشوين التأخر على مسابقة زملائهم لتمثيل المنتخب في حين هرب نايف هزازي من المعسكر ليعود بعد ليلة كاملة من هروبه، هنا قلنا أن اللائحة الجديدة لن ترحمهم، لكن الصدمة صفعتنا من جديد فبعد صمت مطبق من اتحاد الكرة اكتشفنا في بيان العقوبة أن اللائحة موجودة وقد تمت الموافقة عليها لكنها لم توزع على الأندية فضرب البرقان على صدره هذه المرة وقال لهم: لا داعي للقلق فلدي من اللوائح ما يكفي فكانت العقوبة كما في كل مرة آخر دلع، أما نحن فنقول لهم: لائحتكم.. خللوها!.