أقام الاتحاد السعودي لكرة القدم يوم الخميس قبل الماضي ملتقى للمدرب الوطني وأطلق عليه اسم (يوم المدرب الوطني). مباشرة تبادر إلى ذهني يوم (عيد الأم) بمفهومه الغربي. فالانسان الغربي يعلم بأهمية دور الأم في تشكيل حياته إلا أنه عاجز ومقصّر على ايفائها حقها وكتأنيبٍ للضمير أقام لها يوم في السنة وأطلق عليه اسم (يوم عيد الأم). تماما هذا ما حصل للمدرب الوطني. فكلمات الرئيس العام للإتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ أحمد عيد فيها دلالات واضحة على إقراره بأهمية دور المدرب الوطني على شكل الكرة السعودية وانجازاتها عندما قال مثلا: إن منجزات الكرة السعودية تحققت في فترات اشراف المدرب الوطني. ونظراً لقرب انتهاء فترته الرئاسية فقد عمل على اقامة مناسبة (يوم المدرب الوطني)! وأقول جازما لو لم يركّز الأستاذ عيد في فترته الرئاسية إلا على تفعيل دور المدرب الوطني وتطويره لكفاه فهل يستدرك ذلك في ما بقي من فترته؟
إن المدرب الوطني لا يحتاج منا أن نتذكره في يوم واحد في السنة وأن نقوم بتكريمه بهدية شرفية وبعبارات فيها شيء من المواساة والإقرار عن أهمية دورة في الكرة السعودية بل يحتاج إلى تفعيل دوره والذي من المنتظر أن يعود على جميع مكونات الكرة السعودية انطلاقا من الفئات السنية للأندية وانتهاءاً بالمنتخبات. بالمقابل فإن تركيبتنا الاجتماعية وغيرها من العوامل مثل صعوبات اللغة قد أثبتت أن خيار المدرب الأجنبي يفشل وإن بدى لنا أنه ينجح. فكم من مدربي العيون الزرقاء الذين جاءونا وما لبث أن رحلوا بشيكات شروط إنهاء العقد ومع أول لقاء معهم في صحفهم المحلية ذكروا أنهم بالأساس لم يتنازلوا عن طموحهم في التدريب في المنطقة إلا لمجرد الإغراءات المادية! فكسبوا في كلا الحالتين وخسرنا في كلا الحالتين! أما بالنسبة لمدرب ولد الديره فهو وإن أخفق إلا أنه يكتسب خبرة وينتقل بعدها لأحد الأندية وسينجح في هذه المرة بمشيئة الله وسيعود أقوى.
إنه من غير المعقول أن يتم اختزال حياة الرياضي الكروية ومشاركاته العالمية في نادية والمنتخبات في استوديوهات البرامج! ليقوم هو كذلك بالتنظير مما يعكس تماماً واقع كُرتنا السعودية وأنها انتقلت من المستطيل الأخضر إلى خارجه. فنحن نتحسر كثيراً عندما نشاهد قدرات تدريبيه وطنية طموحه جدا وشابة أمثال خالد الشنيف وعبدالله العنزي وعلي كميخ وسامي الجابر وغيرهم كثير أن تستنزف هدراً في الاستديوهات البرامجيه. فلماذا لا يتم اعطائهم الفرصة؟ ولو أراد الاتحاد السعودي ذلك لفعل والدليل أن لجنة الإحتراف استطاعت أن تجبر الاندية على آلية واضحة في تعاقداتها مع اللاعبين الأجانب من خلال ما يسمى سقف المديونية. ومن غير المعقول أيضاً أن نكون غير دول العالم أجمع التي تعتمد على مدربيها الوطنيين ونحن لا نزال نقدم تنازلات أكثر لأصحاب العيون الزرقاء.
من المؤكد أن عالم التدريب يتطور بشكل مضطرد ولذلك نعم يحتاج مدربنا الوطني للدورات ولكن لن تكون مكلفة ولا طويلة لأنه من خلال متابعته الحالية للدوريات الأجنبية كحال بقية اللاعبين فقد استطاع أن يتلقن بالمشاهدة إذاً يحتاج فقط للتجربة على أرض الواقع.
وأقول أننا متفائلون أن الكساد المالي الذي تمر فيه الأندية حالياً مما أجبرها على أن تعكف شيئاً فشيئاً على المدربين الأخوة العرب أن يقودنا إلى الخطوة الصحيحة التالية وإن تأخرت وهي إعطاء المدرب الوطني فرصته رضي من رضي وسخط من سخط.
أخيراً نبارك لأنفسنا تأهل منتخبنا الوطني الأول لنهائيات كأس آسيا وللتصفيات النهائية لكأس العالم والتي وإن حصلت بقيادة مدرب أجنبي إلا أنها مع احترامي للمتنافسين في هذه المرحلة لم تكن محكاً حقيقياً للحكم عليه والدليل سالفة الروحه والجيه أرجوا له التوفيق لكن طريق النجاح واضح.