الوهم الكبير!

علي مليباريكشفت النتائج البئيسة التي حلت بكل الأندية السعودية المشاركة في كأس آسيا بلا استثناء، الوهم الكبير الذي ظللنا نخدّر به أنفسنا ونوهم به الآخرين إعلاميًّا بأن الدوري السعودي هو أقوى الدوريات الخليجية والعربية على الإطلاق، لنصحو على الحقيقة الجلية أمامنا بأن فرقنا أصبحت أضعف من أندية خليجية تخوض معها التنافس على الكأس الآسيوية، ومن المحزن حقًّا أن بعض هذه الأندية حديثة النشأة، لم يمضِ على عمر بعضها سوى سنوات معدودات، ولكنها أصبحت اليوم منافسًا شرسًا، نفرح إن ظفرنا منه بالنقطة الواحدة في أرضنا، فهل من هزال وضعف وخور يرتجى بعد هذا..!

إن الواقع الذي عايشناه في كلّ المباريات التي خاضتها الأندية السعودية الأربع المشاركة في هذه البطولة، سواء الاتحاد أو الأهلي أو النصر أو الهلال، أبان لنا موقعنا الحقيقي الذي صرنا إليه، والوهم الكبير الذي طوقنا به أنفسنا وأقنعنا به خواطرنا، فعشنا مع الوهم، بينما الجميع من حولنا ماضٍ في طريق التطوير.. وليظن أحد أن هذه المحصلة الهزلية التي انتهت إليها أنديتنا المشاركة على علو كعبها في روليت الدوري، هي وليدة سوء حظ، أو كبوة جواد، فمثل هذه التبريرات هي التي ستفاقم الأزمة ولا شك، فالمهم جدًّا أن تدرس هذه النتائج المحبطة دراسة متأملة، ومعرفة مواطن الخلل، ابتداء من اتحاد الكرة، مرورًا بإدارات الأندية الرياضية، وأجهزتها الفنية والطبية، واللاعبين، والجمهور، والصحافة الرياضية، كل هذه المنظومة مجتمعة يجب أن يطالها البحث والتدقيق حول دورها في هذه الأزمة، بخاصة وأن نتائج الأندية منفردة يلقي بظلاله المباشرة على مستوى المنتخب الوطني.. فليست القضية أندية رياضية خسرت بطولة أو فقدت المنافسة، ولكنها مؤشرات واضحة لتراجع مخيف يمسك بتلابيب كرة القدم السعودية، ويقودها إلى المجهول، طالما بقينا مهتمين بالآثار الجانبية للأزمة ولم ندخل عميقًا لمعالجتها من الجذور والقواعد.

7