من بعد مطرف !!

رامي العبوديالعلاقة بين الهلال والحكم المحلي علاقة قديمة ووطيدة أمتدت لأكثر من ثلاثة أو أربعة عقود ولكنها في البداية لم تكن معلنة أو مؤطرة بشروط أو بنود .. إلى أن جاءت حادثة مطرف قبل أكثر من أربعة أعوام وبعدها تم تأطير تلك العلاقة وكان العنوان الأبرز لها هو ” من سيتجرأ على الهلال سيصيبه ما أصاب مطرف ” .
أربع سنوات ليست فترة قصيرة ولذلك دعوني أذكركم بحادثة مطرف .. كان يقود مباراة للهلال في الدوري ضد التعاون والنتيجة تعادل 1/1 حتى الدقيقة 90 ومن هجمة مرتدة سريعة للهلال يعرقل أحد مهاجميه داخل الصندوق ولبعد مطرف عن الحادثة لم يستطع إحتساب الجزائية وأنتهت المباراة بالتعادل بعد أن طرد مطرف أحد لاعبي الهلال في الوقت بدل الضائع لإحتجاجه على قراره .. فما الذي حدث لمطرف بعدها .. ترهيب وترويع علني من ثلاث جهات .. جمهور الهلال وإعلامه ولجنة الحكام .. بدأ الهجوم من الملعب وأستخدموا كل ما وقعت عليه أيديهم لرجم مطرف في الملعب ولاحقوه حتى منزله وواصلوا الرجم وهشموا سيارته وشخبطوا على جدران منزله بعبارات بذيئة وأخرى عنصرية .. وتم ترويع عائلته .. هذا ما قام به الجمهور أما إعلام الهلال فحدث ولا حرج فهم يحتلون 90% من الإعلام الرياضي المقروء والمرئي والمسموع .. فكالوا لمطرف من السباب ما يندي له الجبين هذا غير القذف والدخول في الذمم والرسوم المسيئة والتلميحات المغرضة .. أما لجنة الحكام والتي كان يجب أن تحمي حكمها إلا أنها لم تقف فقط موقف المتفرج بل أنها أبعدت مطرف من التحكيم بطريقة مهينة دون قرار رسمي وإنما بالتهميش والتجاهل الى أن ترك التحكيم كافيا نفسه خيره وشره … رغم أن ما أرتكبه مطرف كان فقط عدم إحتساب ضربة جزاء مختلف عليها وهي حالة تقديرية تحدث تقريبا في كل مباراة دورية دون أي مبالغة .
هذه هي حادثة مطرف والتي من بعدها أصبح كل حكم محلي يتصبب عرقا في مباريات الهلال خوفا من مصير مطرف فأصبحت الكروت الحمراء محرمة تماما على لاعبي الهلال والصفراء أندر من لبن العصفور أما الجزائيات لصالحهم فأنهمرت كالأمطار في عز الشتاء والجزائيات ضدهم لا تحتسب الا اذا كانت النتيجة لصالح الهلال بفارق أكثر من 3 أهداف .. فمرت أربع سنوات ولم يتجرأ حكم سعودي على طرد لاعب هلالي في الدوري في الوقت الذي تم فيه طرد 6 أو 7 لاعبين منهم في نفس الفترة بواسطة الحكام الأجانب رغم قلة المباريات التي أداروها .. الى أن جاء هذا الموسم وأتضحت الصورة بشكل لا يمكن تجاهله .. 6 مباريات فقط للهلال أدارها أجانب لم يجنى الهلال منها سوى 4 نقاط بينما 13 مباراة أدارها المحليين لم يخسر فيها الهلال سوى نقطتين .. مما جعل كل الأندية صغيرها وكبيرها يسارعون بطلب الحكم الأجنبي لمبارياتهم ضد الهلال .
وهاهي أندية الخليج ونجران رسميا يطلبون حكما أجنبيا لمبارتيهما ضد الهلال … وبحسبة رياضية بسيطة لو قدرنا أن كل مباريات الهلال في الدوري سيديرها حكام أجانب وكانت نتائجها بنفس نسبة المباريات الستة التي أدارها لهم الحكم الأجنبي فان رصيد الهلال النقطي في نهاية الدوري لن يتعدى ال17 نقطة وهورصيد لن ينجيهم أبدا من الهبوط .
السبب الرئيسي في خسارة الهلال النقاط في المباريات التي يديرها حكام أجانب ليس بسبب أن الهلال فريق سيىء أو ضعيف ولكن لأن لاعبيه يشعرون بفقدان الحماية والمساندة التي كانوا يلقونها من الحكم المحلي فتهتز ثقتهم بأنفسهم فيسوء أدائهم فيخسروا النقاط .
الرمية الأخيرة :-
هل تعلموا أن الهلال في هذا الموسم أحتسبت ضده ضربتي جزاء فقط ومن حكمين أجنبين .. وهل تعلموا أن الهلال في هذا الموسم نال لاعبوه 22 كرت أصفر فقط كان نصفهم من حكام أجانب رغم أنهم لم يديروا لهم سوى 6 مباريات .. وهل تعلموا أن نادي برشلونة سيد الكرة في العالم وسيد الإستحواذ وسيد اللعب المثالي النظيف لعب هذا الموسم 27 مباراة في الدوري نال فيها لاعبوه 48 كرت أصفر وواحد أحمر .
رامي العبودي
تويتر
@ramialaboodi

7