دوري غريب الأطوار يغلفه الكثير من الغموض يحتاج لنفس طويل لم يشهد خلال جولاته الماضية استقرار في قمة الترتيب لدرجة أن الصدارة أعطيت للأهلي بما يسمى بفارق المواجهات المباشرة إلى أن حسم الهلال الصدارة بفارق النقاط ثم اقتحم الاتحاد صلب المنافسة وأصبح واحد من ثلاثة مرشحين لنيل البطولة . وما زالت الأمور غامضة وسيظل البطل مجهول الهوية ولن يكشف النقاب عن هويته إلا في الجولة الأخيرة . وسوف تستمر الإثارة والندية ولعبة الكراسي الموسيقية ربما حتى النهاية وبالتأكيد هذا من صالح المتابعين والجماهير الرياضية فالاستمتاع بالمنافسة القوية لا تحضر إلا بوجود أكثر من منافس على البطولة وهذا ما يحدث في الدوري . فريق الهلال متصدر الدوري كانت لديه الفرص كثيرة جدا لخلق فارق جيد من النقاط بينه وبين منافسيه الأهلي والاتحاد لكن الفريق الهلالي فرط في الكثير من النقاط التي كانت في متناول يديه عندما خسر من الاتحاد ذهابا وإيابا وخسر من الأهلي في الرياض ومن التعاون في القصيم وتعادل مع الفتح في الرياض ومعظم تلك النقاط كانت متاحة لو أحسن مدربه اليوناني دونيس التصرف في تلك المباريات وقاتل لاعبوه بقوة في تلك المباريات وخاصة أمام الاتحاد والأهلي حيث تعتبر تلك المباريات الثلاث بالنسبة إليه مفصلية وكانت طريق الابتعاد بصدارة الدوري . أما فريق الأهلي الوصيف الأول للمتصدر وصاحب المركز الثاني فكانت بدايته في القسم الأول أكثر من جيدة وكان المرشح القوي للعودة لبطولة الدوري بعد غياب أكثر من ثلاثة عقود لذلك وجد الدعم الشرفي والإداري والجماهيري وكان الفريق قريبا جدا من المتصدر ولكنه مع مطلع القسم الثاني أعطى مؤشرات بأنه قد يفقد البطولة من خلال سلسلة بعض التعادلات الغريبة التي كانت تساهم في تقهقره للخلف إلى أن جاءت الخسارة من نجران ليضع المجانين ايديهم على قلوبهم . وربما يكون التفكير في سلسلة الانتصارات التي حققها الفريق على مدار العامين الماضيين هو ما يشغل تفكير لاعبي الأهلي ومدربهم لذلك كانوا يخسرون بالتعادل من حيث لا يعلمون .
واخيرا يظل فريق الاتحاد الوصيف الثاني للمتصدر وصاحب المركز الثالث هو ترمومتر الدوري تارة في القمة وأخرى في القاع حيث يظهر فريق الاتحاد في بعض المباريات وكأنه عاد لعصره الذهبي ويظهر في مباريات اخرى وكأنه من فرق قاع الترتيب ويبدو أن الاتحاديين لم يستوعبوا ان فريقهم يمر بمرحلة بناء وهي ما تعرف بالمرحلة الانتقالية وخلال تلك المرحلة سقف الطموحات لدى الاتحاد أكبر بكثير من واقعهم وهذا ما يظهر في تصريحات المسئولين في النادي لذلك الفريق الاتحادي يعاني من مرحلة عدم توازن خلال المباريات فهو يخوض المباريات ولا يعرف ماذا يريد وبالتالي أصبحت جماهيره في حيرة من أمرها وكل ما يحتاجه الفريق تحديد الهدف من مشاركته في الدوري خاصة وأن المسابقة دخلت مراحلها الأخيرة ويكون تحديد الهدف معلن من الجانب الرسمي في النادي .
قبل الوداع ..
قد تختلف أراء الجماهير السعودية في جميع الأمور الرياضية ومن كافة الجوانب لكن تلك الآراء تتوحد عندما يذكر اللاعب اسم الدولي السابق وقائد فريق الهلال محمد الشلهوب فهذا اللاعب الممتع بحق منبع للفن الكروي والخلق الرياضي ونكران الذات وعشق الفريق والروح العالية والإصرار على الفوز والمعاملة الطيبة مع المنافس والحكام قبل زملائه بالفريق . بكل تلك الصفات أصبح الشلهوب أكثر لاعب سعودي تحقيقا للبطولات مع فريقه وبذلك يكون الشلهوب الاسطورة الحقيقية لكرة القدم السعودية .
خاطرة الوداع ..
لكي لا تؤثر المنافسات الرياضية على صحتك لا تجعل طموحاتك أكبر من واقعك