توقع كثيرون أن تكون عودة النصر للبطولات بتحقيقه لقب “دوري عبداللطيف جميل” مرتين متتاليتين وكأس ولي العهد بداية لسيطرة نصراوية مطلقة على البطولات السعودية بعد أن تفوق على منافسه الهلال العام قبل الماضي في سباقهما التنافسي المحموم على الدوري، ثم على الأهلي في الموسم المنصرم.
الهلاليون وحدهم ودون غيرهم من لا يقبل بالاستسلام، والرضا بالابتعاد عن مسرح المنافسة، عرف مسيروه وأعضاء شرفه أن الخطر مقبل، ما لم يجدد العهد مع العمل والصفقات المهمة والتعاقد مع أفضل المدربين.
في حين كان الرياضيون يتحدثون عن إنجازات النصر وقرب تحقيق الأهلي حلمه الأكبر في الدوري عمل الهلاليون بجد، فأبرموا أهم الصفقات، لم يتأثروا بالغياب عن الدوري المواسم الأربعة الماضية، بل ظل “الأزرق” حاضرا في منصات التتويج، وحصد آخر ثلاث كؤوس سعودية كأس الملك، كأس السوبر، ثم كأس ولي العهد.
ما قدمه الهلال ليلة السبت كان نموذجا للعطاء المتقد المنظم الكاشف عن جهد فني ولياقي وأداء لاعبين ينفذون أدوارهم بإتقان، مع تهيئة نفسية إدارية ممتازة، منحت النجاح الكامل لعنصر المفاجأة الذي انتهجه في الشوط الأول، كان شوطا أزرق في كل شيء، ضغط متواصل على المنافس، هاجموا الأهلي من كل الاتجاهات، وحولوا دفاعات لاعبيهم المتوشحين بالخبرة الدولية إلى ممرات سهلة التجاوز، وأصابوهم بارتباك شعر معه المشاهد أن من يواجههم ليس صاحب المرتبة الثانية في الدوري، سجلوا هدفين وحرمتهم راية المساعد من ثالث، وأهدروا فرصا عدة كانت كفيلة بالخروج بنتيجة تاريخية تحسم الأمور من الشوط الأول.
حضرت جماهير الهلال بكثافة، وآزرت اللاعبين بقوة، وكان نجوم “الزعيم” في الموعد، قدموا أجمل عطاء بقيادة نواف العابد، والمهاجم المميز صاحب الروح المتقدة ناصر الشمراني، وفي حين غاب وسط الأهلي بقيادة تيسير، واختفى مهاجموه عمر السومة وسراج واليوناني فيتفا فإن الفضل يعود للدفاع الهلالي المنظم وحارس المرمى شراحيلي قبل الحديث عن فشل مدرب الأهلي في مجاراة الوسط الهلالي وخلق فرص قابلة للتسجيل.
قدم الهلال والأهلي واحدة من أجمل النهائيات، ولأن الأهلي فريق كبير فلم يستسلم بسهولة رغم البدايات الصعبة التي واجهته في المباراة، تحسن أداؤه في الحصة الثانية وهاجم بضراوة مقاتلا لتقليص الفارق حتى الدقائق الأخيرة، وحصل له ذلك في وقت لم يسعفه ما سبق الصافرة لإدراك التعادل.
شكرا للعملاقين الهلال والأهلي على مشاركتهما المميزة لإنجاح العرس الرياضي الكبير، وكم نحن فخورون بالرعاية الكريمة من ولي العهد الأمين الأمير محمد بن نايف الذي أسعد حضوره كل الرياضيين، كان منظر استقباله لأبناء شهداء الواجب رائعا مؤثرا، تفاعلت معه الجماهير، فكرة جميلة يستحق صاحبها التقدير.
ألف مبروك للهلال إضافة كأس جديدة غالية لسجله الذهبي الفريد بجدارة واستحقاق، وحظا أوفر للأهلاويين ولا يزال للتنافس الشريف بينهما في الدوري بقية.