في عام 1984م كان المنتخب السعودي يمتلك لاعبين مهرة أبرزهم الأسطورة ماجد عبدالله وصالح خليفة وعبدالجواد، وكان يدربهم آنذاك البرازيلي الداهية زاجالو، ولكن لتعنده وإصراره على اللعب بطريقة معينة لا تتوافق مع قدرات اللاعبين لم يفلح المنتخب، وقتها قرر الراحل الأمير فيصل بن فهد إعفاء زاجالو وإحضار المدرب الوطني خليل الزياني والذي كان يدرب الاتفاق وحقق معه بطولة الدوري.
ومنذ قدوم الزياني، ظهرت الروح والقوة في المنتخب حيث عمد إلى الجلوس مع كل لاعب وقراءة حالته النفسية والفنية عن قرب، ولم يُكابر أو يُعاند معهم كما كان يفعل زاجالو بل جعلهم شعلة من النشاط وكتلة من التألق داخل الملعب، واستدعى محيسن الجمعان ليكون سندًا لماجد في خط المقدمة ويُسهم في فك الرقابة عنه، ليصبح المنتخب متناسقًا منظمًا، ومتسلحًا بالعزيمة والرغبة في إثبات الوجود وهذا ما حصل حيث تأهل لنهائيات أولمبياد لوس أنجلوس، وحقق بعدها مباشرة كأس آسيا لأول مرة في تاريخه.
حال المنتخب آنذاك بنجومه المبدعين يُذكرني بحال النصر هذه الأيام الذي يمتلك أفضل اللاعبين، ولكنه يفتقد للمدرب الذي يعرف كيف يقرأ نفسيات اللاعبين ويوظف إمكاناتهم داخل أرض الملعب.
كانافارو، منذ أن قدم، وجد الدعم الكافي من الإدارة والإعلام والجماهير، ولكنه للأسف لم ينجح حتى اللحظة في إقناع النصراويين بمشاهدة فريق قوي يُعتد عليه في المباريات الكبيرة وقادر على المنافسة.
في كل مباراة نرى مهاجمًا مختلفًا، وفي خط الوسط لا تعلم ماذا يعمل الفريق، أما الأظهرة فليس لها أداء ديناميكي واضح، وباتت الأزمة النفسية وانعدام الثقة هما المسيطران على أداء أغلب اللاعبين.
النصر خسر كل بطولات الموسم، ولم يتبقى له إلا كأس الملك والتأهل الأسيوي وإن استمر كانافارو فهو في نظري لن يُقدم شيئًا للفريق الذي أصبح بلا طعم أو لون أو رائحة برغم امتلاكه لصفوة اللاعبين على مستوى الدوري، ولذا فالحل الأمثل والأنسب لهذه المرحلة هو إحضار مدرب وطني الذي ستكون لديه القدرة على دراسة أحوال اللاعبين والتقرب منهم وخلق المحفزات التي تمكنهم من تقديم قدراتهم الخارقة على عشب الملعب.
لقد سُقت المقدمة عن المنتخب ومدربه الوطني الزياني من باب أخذ الدروس والاستفادة من التاريخ، واتمنى أن يستنسخ الأمير فيصل بن تركي هذه التجربة في النصر، فالوقت يمضي وجماهير الشمس قلقة على الفريق.
سعد الشهري، صالح المطلق، علي كميخ.. أسماء مقترحة لمدربين وطنيين وقريبين من النادي، ومن المفيد أن يتم تعيين أحدهم واختيار آخر منهم مساعدًا له، عملًا بروح الفريق الواحد.
علي مليباري
تويتر AliMelibari@