اختتمت ” ندوة الاستثمار والتسويق الرياضي ” التي نفذها معهد إعداد القادة بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي بالرياض بالتعاون مع مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب والتى افتتحها صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس مجلس إدارة معهد إعداد القادة , وفي اليوم الاخير للندوة اكد رئيس مجلس ادارة شركة دورة كل دقيقة (RPM) الاستاذ احمد المقيرن بان مجالات الاستثمار كثيرة في المجال الرياضي في استغلال المنشات والملابس والتذاكر خلال محاضرته ” مجالات الاستثمار الرياضي ” التى القاها في ندوة الاستثمار والتسويق الرياضي ” التي ينفذها معهد إعداد القادة بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي بالرياض , مؤكدا بان اول اعمال الشركة في مجال التذاكر كان من خلال بيع تذاكر المباراة الودية الدولية بين المنتخب السعودي والارجنتيني عن طريق البريد الكتروني , واضاف ” تم توقيع اتفاقية مع البريد السعودي وذلك ضمن مشاركة المؤسسات الحكومية مع القطاع الخاص وكانت شراكة ناجحة وظهرت خلال المباراة الودية الدولية استطاع المشجع الحصول على التذاكر من الانترنت ويستلمها من 600 فرع للبريد السعودي في المملكة واستطاع توفير اكثر من 400 وظيفة للشباب خلال المباراة كمنظمين “.
وبين المقيرن بانهم كشركة لديهم الكثير من الافكار التى تساهم في جذب المشجع للحضور وهي تنظيم الفعاليات المصاحبة للمباريات وذلك لإعداد يوم ترفيهي متكامل لكن نجد عقبات كبيرة في بيئة الملاعب والمنشات التى لا تساعدنا كثيراً وتحتاج الى التطوير لكي تتناسب مع هذه الافكار كما يحدث في اوربا او بعض الدول المجاورة , مبنيا بانه للاسف هناك هجوم وقسوة على الشركات وهذه الامور تساهم في تنفير الشركات عن الاستثمار في المجال ولكن لا بد من الجميع دعم هذه الشركات لجذب العديد من الشركات ..
وبين عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الدكتور حافظ المدلج خلال محاضرته ” دور الاعلام في دعم الاستثمار الرياضي ” بان المستثمر يبحث عن المستهلك ويستخدم الاعلام للبحث عن اكبر شريحة ويريد ابراز علامته التجارية وإشهارها والإعلام افضل وسيلة ويريد التفوق على المنافسين والإعلام هو مقياس التفوق مبينا بان اللاعب الانجليزي لاعب مانشستر يونايتد روني خسر العديد من العديد من الشركات بسبب احتفال باحد الاهداف امام كاميرا التلفزيون وتلفظ بكلمات بذيئة ساهمت في فسخ عقود راعية منه ..
وجه المدلج انتقادات حادة للشركات الكبرى لعدم دعمها القطاع الرياضي في السعودية، معتبراً إياه ضمن برامج المسؤولية الاجتماعية، وقال : للاسف شركة أرامكو من أكبر الشركات في العالم غائبة تماماً عن دعم القطاع الرياضي وكذلك شركة سابك إضافة إلى البنوك الكبرى التي تعلن عن أرباح مهولة من دون أن يكون لها أي انعكاس إيجابي في استثمارها على المجتمع, واستشهد المدلج بشركات في قطاعات مماثلة في قطر والإمارات مطالباً بإيجاد أنظمة حكومية تلزم هذه القطاعات بدعم برامج المسؤولية الاجتماعية.
وانتقد رئيس لجنة التسويق بالاتحاد الآسيوي الوسائل الإعلامية متهماً إياها بعدم الاهتمام بتعزيز الجوانب الاستثمارية في المنافسات السعودية. وطالب بأن يتضمن العقد المقبل للنقل التلفزيوني للمنافسات السعودية تفاصيل حول آلية النقل، موضحاً في المنافسات الدولية الكبرى التي يشرف عليها «فيفا» نلاحظ بأن هناك لقطات تظهر المعلن مدة ثوانٍ مثل لقطة البداية التي تشير إلى شعار الشركة المصنعة لكرة القدم والشعار الموجود على قمصان الحكام في بداية المباراة، وغيرها من التفاصيل التي تهتم عقود النقل بها، إذ إن عدد مرات ظهور العلامات التجارية على الشاشة يؤثر في الرغبات الاعلانية للشركات , وأضاف ” هناك برامج تلفزيونية يتم بثها على القنوات الناقلة لا تضع اسم الشركة الراعية للدوري مثل الشركة الراعية لدوري المحترفين ودوري الدرجة الأولى، وقد سبق أن تم الحديث مع القناة الناقلة حول أحد البرامج التي استضافت المدير التنفيذي للدوري من دون أن يتم وضع اسم الشركة الراعية وهذه المشكلة كانت ظاهرة في العقد الحالي , مبينا بان في الدوري الانكليزي يظهر اسم الراعي إلى جوار نتيجة المباراة بينما في دوري المحترفين الذي كان يحمل اسم شركة زين كانت تظهر علامات تجارية أخرى إلى جوار النتيجة .
وتحدث المدلج بان المنتخب سيواجه خطر عدم التأهل الى نهائيات كاس العالم 2018م في حال اذا لم يحترف ثمانية لاعبين على الاقل في اوربا وقال : للأسف تتطرق لهذا الموضوع منذ عام 2006م بأنه يجب دعم اللاعب السعودي للاحتراف الخارجي ويجب ان يكون لدينا على الاقل ثلاثة لاعبين في عام 2010م ولكن لم يحدث واذا لم نسارع وندعم اللاعب السعودي لذهاب لأوربا سيكون التأهل لكاس العالم صعبا ..
وفي المحاضرة الاخيرة التى القاها الرئيس التنفيذي لراديو وتلفزيون العرب سابقاً محيي الدين كامل بعنوان ” دور رجال الاعمال والشركات للاستثمار في الاندية والاتحادات ” أرجع ابتعاده عن الساحة الرياضية وغيابه عن الظهور الإعلامي للتعليق أو الحديث عن تجربة القنوات الرياضية التلفزيونية إلى تضمن عقد بيع القناة بنوداً تمنعه من ذلك خلال فترة محددة , وأفصح فيها عن نيته العودة إلى مجال الاستثمار الرياضي بعد خصخصة الأندية , مشددا على افتقار الوطن العربي إلى تجربة الحضور العائلي الممتع للمناسبات الرياضية ، وقال : للأسف لا توجد تجارب تخدم الحضور العائلي الممتع في ملاعب الوطن العربي ككل ، بما يوازي التجربة الأوروبية ففي الدوري الانكليزي بناء على آخر احصاء أطلعت عليه تجد أن التذاكر تمثل 30 في المئة من دخل الأندية ، وأعتقد أن هذا القطاع قابل للتطوير بشكل كبير في الوطن العربي لكن وفق عقود استثمار طويلة ، تعمل من أجل تطوير قطاع التذاكر بالشكل المأمول .
وأبدى كامل تحفظه على مدة العقود التي يوقعها الاتحادات والأندية الرياضية العربية، قائلاً: للأسف هناك قاعدة ورغبة دائمة في توقيع عقود تتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات، وهذه المدة تأتي مستنسخة من تجربة الاتحادات الأوروبية، وانتقلت إلى كل أنحاء العالم ومنها إلى السوق الرياضية العربية، ولكن هذه المدة القصيرة غير مناسبة في الدول العربية لأن المستثمر في الوطن العربي يضطر إلى العمل على البنية التحتية التي تنقص ملاعبنا، وبالتالي يدفع مبالغ كبيرة جداً، لا تتوازى مع الفائدة المرجوة على مدة العقد القصير في حين أن البنية التحتية متوافرة في أوروبا والمستثمر يبدأ في العمل وجني الأرباح في مدة أقصر، ولذلك فإنه من المهم أن تنظر الاتحادات والأندية العربية إلى مدة العقود لدعم المستثمر والاتحادات الرياضية أيضاً ستستفيد من العقود الطويلة لأنها تساعد أيضاً في توفير دعم مالي أكبر.
وأكد كامل أن العقود الرياضية في الوطن العربي غير محمية في حقوق الامتياز مثلاً فإن معظم القوانين لا تحمي المنتجات من القرصنة، وهذا أمر لا علاقة له بالقطاع الرياضي، لكنها أمور هامة جداً لأنها سبب رئيسي وراء زيادة العوائد والدخل، وهذا ما يجعلنا نطالب الحكومات بوضع قوانين لحماية الاستثمارات , مشيرا إلى أن المحافظة على المستثمرين الموجودين أهم من دخول مستثمرين جدد، مبيناً أن الساحة الرياضية تستقطب طالبي الشهرة، مشيرا بان الاستثمار في الرياضة يستقطب الباحثين عن الشهرة، خصوصاً في السعودية، وهؤلاء لا يمنحون الرياضة الكثير، ويجب أن تبحث الساحة الرياضية عمّن يسعون للعمل والاستثمار، فالاستثمار في الرياضة يمنحك الشهرة، ولك أن تتخيل أنك في يوم وليلة ستصبح معروفاً في السعودية والوطن العربي .
وطالب محيي الدين كامل بحماية المستثمر في القطاع الرياضي على المدى الطويل، موضحاًَ أن الكثير من رجال الإعلام يتخوفون من الإعلام الرياضي، وزاد ” كثير من المستثمرين يخافون الإعلام، الذي يلعب دوراً سلبياً أحياناً كما، يلعب دوراً إيجابياً، لكن السلبي يبرز بشكل أكبر، إضافة إلى مشكلة الهجوم الجماهيري، فالإعلام على الأقل لديه حدود، بينما الجماهير ليس لديها حدود، وتصل انتقاداتهم إلى حد التجريح المتجاوز للمنطق”, وأضاف ” تمر تجربة الخصخصة الان ببعض الأخطاء والكل سيخطئ في إطار تجربة جديدة لكن الأهم هو عدم التركيز على السلبيات والتفكير في تعديل وتصحيح الأخطاء ” .
ومن جهته قدم مدير المعهد الاستاذ سلطان بن محمد بن سويلم شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الامير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب على مساهمته الفعالة في انجاح هذه الندوة والتى حرص القائمين عليها في مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب على تنفيذ برامج جامعة الدول العربية في المملكة والتى خرجت بالعديد من التوصيات الهامة التى ستأخذ بعين الاعتبار وسترفع للرئيس العام للإطلاع عليها واعتمادها كتشكيل لجنة عليا للاستثمار لحل العقبات والمشاكل التي تواجه الاستثمار والعمل على جذب كفاءات سعودية متفرغة تدير الأندية و إنشاء أكاديميات خاصة للنشء للاستثمار بهم وضرورة التعاون بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب والأجهزة الحكومية مثل وزارة التجارة والجمارك لحماية الحقوق الحصرية والمنتجات و أهمية الاعلام الرياضي لجذب المستثمر الرياضي , واثني بن سويلم على دور الكبير الذى قدمه المحاضرين وحرصهم على التواجد في مثل هذه الندوة مقدم شكره للأمير عبدالله بن مساعد والاستاذ احمد المقيرن والدكتور محمد البجاد والاستاذ محمد النويصر والدكتور حافظ المدلج والاستاذ محي الدين صالح كامل والدكتور اشرف الميداني والشكر موصل للاعلام الذي ساهم في انجاح الندوة بتسليط الضوء عليها وللشركة الراعية (RPM) للاهتمام برعاية مثل هذه الندوة المتخصصة في المجال الرياضي