مشاعر الأهلاويين وتفاؤلاتهم بتحقيق بطولة الدوري بعد طول غياب كانت في أوجها بعد نهاية الدور الأول، وتغير الحال بعد أول مباراة في الدور الثاني لمجرد التعادل مع التعاون وفقدان نقطتين في سباق طويل لن يتحدد بطله، إلا في الأسبوعين الأخيرين وسط منافسة شرسة مع الهلال.
بعض المنتسبين للإعلام وبعض الجماهير عاطفيون جدا، فوز عابر ربما يجعل من فريقهم بطلا متوجا، وتعثر محتمل أمام منافس جيد ومنظم ربما يؤدي لآراء قاسية تهدم كل شيء!!.
حين يهزم الأهلي الهلال وهو منافسه الوحيد اليوم على اللقب الكبير فهذا من شأنه صناعة ثقة كبيرة في نفوس لاعبيه وجهازه الفني، المنافسة مستمرة وتبقى ثنتا عشرة مباراة لكل فريق منها مواجهات تنافسية قوية، وديربيات منتظرة لا يمكن التنبؤ بنتائجها، خلاف مباراة مباشرة بين الأهلي والهلال.
هل يعقل أن يتحول نجوم الأهلي إلى أنصاف لاعبين، ومدربهم المميز إلى جاهل؟!. حتى المعسكر الإعدادي الذي أقامه الأهلي في مدينة العين الإماراتية في فترة التوقف لمدة تسعة أيام وكان حينها متصدرا لترتيب “دوري عبداللطيف جميل” وطرفا في نهائي كأس ولي العهد، وخاض فيه مباراتين وديتين أمام انتراخت فرانكفورت الألماني ولوكوموتيف الأوزبكي وصف بالمعسكر السياحي!!.
وصفوه بالمعسكر السياحي وهم الذين يعلمون أنه يعاني اجتياح الإصابات لعدد كبير من نجومه غيبت عمر السومة ومهند عسيري ومحمد عبدالشافي وفهد حمد عن التدريبات والمباريات؛ بل إن قائمة المعسكر خلت من أي مهاجم ولاعب أجنبي في وقت هو ينافس بقوة على كل البطولات.
أمام التعاون كسب الأهلي نقطة ولم يخسر اثنتين قياسا بالمستوى الذي قدمه الفريقان، وكان للمدرب جروس أخطاؤه؛ غير أن الحالة التي يعيشها الفريق والظروف المحيطة به تجعل التعامل مع الموقف أكثر هدوءا، يبدو أن الأهلاويين متخوفون من استمرار تأثير مصيدة التعادلات على محصلتهم النهائية في الدوري، فقد كان أمر تميزهم بعدم الخسارة، وتسبب كثرة التعادلات مع المنافسين صغارا وكبارا في حرمانهم من اللقب الموسم الماضي وهم الذين كسبوا مواجهتي البطل النصر ذهابا وإيابا.
أتذكر أن النصر تعثر في مباراة مهمة العام قبل الماضي، وخرج لاعبوه وسط تصفيق حار من جماهيره الغفيرة، كانت تلك الجماهير تشعر أن مساندة اللاعبين ورفع روحهم المعنوية عند التعثر أهم بكثير من دعمه في أوقات الفرح والانتصارات.
الهلال منافس قوي، وعلاقته بلقب الدوري علاقة قديمة، وحتى وهو يخوض الموسم الخامس على التوالي بحثا عن استعادته (آخر لقب حققه 2010 2011) لا تشعر بأنه غريب عنه، ظل متواجدا في المنافسة، وسيجد الأهلاويون صعوبة في سباقهم معه، خصوصا بعد أن بات اللقب مطلبا ملحا من قبل جماهيره، في ظل عودة المنافس التقليدي النصر، ولن يكون الأهلي قادرا على تحقيق حلم جماهيره، إلا بالتعامل المنطقي مع سباق الدوري، وتوقع النتائج المختلفة، وتصحيح الأخطاء بدعم اللاعبين والجهاز الفني من قبل الجماهير الأهلاوية التي حان وقت فرحتها باللقب الكبير.