آن الأوان لكرة القدم السعودية أن تتحرر من خيبة الانتكاسات وأن تنهض مجددًا للخروج من النفق المظلم الذي دلفت إليه بفعل عدة أسباب وأزمات عصفت بهيبة منتخباتنا الوطنية وأخذته بعيدًا عن منافسات الكبار منذ بداية الألفية الميلادية الجديدة.
لقد صرفنا خلال هذه الفترة مئات الملايين على مدربين عالميين أغلبهم يتربع على قمة أفضل مدربي العالم، ولكننا لم نحقق ما نطمح إليه، وللاسف أضحت منتخباتنا الوطنية بمختلف فئاتها السنية في وضع حزين.
فليس غريبًا إذن عدم تأهل متخبنا الأولمبي لأولمبياد ريودي جانيرو، وعلينا تقبل نكسات قادمة لمنتخبنا الأول إذا استمر حال رياضتنا على ما هو عليه.
مشاكلنا كثيرة وأهمها تغيير المدربين بين ليلة وضحاها دون تخطيط مدروس، وتكاثر الأزمات بين اتحاد القدم والجمعية العمومية والرئاسة العامة لرعاية الشباب والتي جرت رياضتنا إلى قضايا هامشية لا علاقة لها بالنجاح والصعود للمنصات.
عيوبنا واضحة، وأبرزها يكمن في البنية الجسمانية والأداء المهاري للاعبين، اللذين قلما نجدهما في المنتخبات المنافسة، مما يعني عدم استيعابنا لنظام الاحتراف وتطبيقه بحذافيره، فالعقلية الاحترافية هي التي جعلت الآخرين يتفوقون علينا، دون أن نجدد أو نتطور.
من المؤكد أننا نحتاج إلى أعوام وأعوام حتى نعود كما كنا ونصل إلى قمة آسيا، وبالتالي فنحن في حاجة ماسة لأن نُصحح المسار ونبدأ فعليًا من نقطة الصفر حتى لو كلفنا ذلك المادة والزمن شريطة أن نبدأ على أسس صحيحة، سنامها إدراتنا للرياضة والتي تعاني حاليًا من ندرة المتخصصين وغياب الاحترافية الحقيقية، فالإدارة الرياضية هي العنصر المطلوب الآن للنهوض برياضتنا ونقلها للاحترافية الحقيقية بل وتحويلها إلى صناعة حقيقية تدر المليارات دعمًا لاقتصادنا الوطني.
كل هذه الحلول وغيرها لن تتحقق إلا إذا عم الانسجام بين جميع أعضاء منظومتنا الرياضيىة وعملوا بروح الفريق الواحد، وابتعدوا عن المجاملات ونبذوا ثقافة التربص والترصد بينهم، وهذا ما نرجوه منهم حتى تعود رياضتنا إلى جادة الانتصارات، بدلًا من أن نمضي هكذا فنصل إلى حال نخشاه ولا يتمناه أي مشجع سعودي.
علي مليباري
تويتر AliMelibari@