رسالة إلى الرئيس العام
محمد الشيخ

محمد الشيخ

إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية:

في غمرة الفرح بالإنجاز المتجدد ولا أقول الجديد ولا المتفرد الذي حققه المنتخب السعودي لكرة اليد بتأهله الثامن لبطولة كأس العالم في فرنسا العام المقبل لا أجد أن هناك أحداً معنياً أكثر منك بهذا الإنجاز، لأسباب كثيرة يطول شرحها أقلها أنك رجل الرياضة الأول الذي تحسب له الإنجازات كما تحسب عليه الإخفاقات.

وأعود من حيث بدأت لأذكرك أن هذا الإنجاز ليس وليداً جديداً على الرياضة السعودية فقد أطل عليها مثله أول مرة قبل 20 عاماً حينما تأهل المنتخب إلى كأس العالم في اليابان لتتوالى حلقات التأهل مرة بعد أخرى، لكن من دون جديد يذكر، ففي كل مرة نسجل أنفسنا ضيوف شرف على الحدث العالمي وسرعان ما نحزم حقائبنا عائدين إلى الديار من دون أن نستطيع الإطلالة برؤوسنا -ولو لمرة واحدة- على الدور الثاني.

مشكلتنا الكبرى في ذلك ليس في قوة المنافسة كما يظن البعض، وإنما لأننا لم نبنِ طوال تلك السنين خطة إستراتيجية لهذه اللعبة وظل العمل يسير وفق الاجتهادات، والسبب لأن اللجنة الأولمبية على الرغم من تغير رؤسائها ظلت تتعامل معها كعفش زائد على الرغم من عدم وجود أي لعبة قد حققت ما حققته كرة اليد.

في ظني أن لا ذنب للعبة كرة اليد والمبتلين بها سوى أنهم ابتلوا بلعبة خارج سياق الوجاهة، أو بمعنى أدق خارج سياق “الترزز”، وبعيدة عن الوهج الإعلامي، والصخب الجماهيري فظلت تعاقب على ذلك بالإهمال، ليس على مستوى اتحاد اللعبة بل قبل ذلك على مستوى الأندية التي لا جرم عليها إلا أنها أندية ذات دخل معدوم وكل قدرها أنها أحبت اللعبة وآمنت بها حتى باتت بوابة الإنجاز للمنتخبات الوطنية.

أعلم تماماً يا سمو الأمير حرص الاتحاد السعودي لكرة اليد على خدمة الأندية، وأعلم أكثر أن الصديق العزيز تركي الخليوي أقرب إليها من حبل الوريد، لكن ما أعلمه أكثر أنه ينظر للواقع ولسان حاله يقول: “العين بصيرة واليد قصيرة”، فالميزانية المخصصة حسبه يدبر من خلالها تسيير المنافسات المحلية وعقود المدربين والإداريين فكيف به أن يدعم الأندية.

لا أدري إن كنت تعلم أو لا تعلم أن أندية اللعبة ورافدها الأول في كل المنتخبات كالنور ومضر والخليج والصفا بمختلف درجاتها والتي تداور البطولات فيما بينها لا تتقاضى ريالاً واحداً عند تحقيق البطولات، ثم هل تعلم أن نادي النور احتكر بطولات الموسم المنصرم الثلاث واكتفى اتحاد اللعبة فقط بقول كلمة “برافو يا بطل” بعد كل بطولة يحققها كأكبر تقدير لإنجازه.

ولا أدري أيضا إن كنت تعلم أو لا تعلم أن تلك الأندية تحصل على تمويلها للمعسكرات والتعاقدات مع اللاعبين الأجانب حين تمثل الوطن خارجياً من دعم المحبين من الجماهير في الاستراحات والديوانيات، أو بطلب الاستضافات، ويكفي أن أذكرك بنادي مضر الذي استعد قبل أربعة أعوام لبطولة العالم على حساب الجيش القطري لأنه لم يكن يملك يومها ريالاً واحداً لإقامة معسكر، ولعلي أكشف سراً أن مسؤوليه يبحثون الآن عن نادٍ قطري آخر يستضيفهم لبطولة الخليج التي سيشارك فيها قريباً، وهو النادي الذي وعدته رعاية الشباب بصالة رياضية قبل أربعة أعوام بعد تحقيقه بطولة آسيا، ولا زال الوعد في الأدراج!.

6