باختصار تعتبر الخصخصة فلسفة اقتصادية حديثة تتمحور حول توسيع دائرة المشاركة من أجل توزيع الأعباء ورفع الكفاءة بشكل متدرج وعلى مراحل ومستويات تتطلب إعادة هيكلة أو تنظيم جديد للأدوار.. قد تنتقل معها الملكية والقرار وبالتالي السيطرة بهدف التطوير والتغلب على المشاكل والمعوقات وأحداث نقلة نوعية تراعى فيه الجودة والمصلحة العامة.. لذلك هي إستراتيجية وبرنامج إصلاحي يعتمد بنسبة كبيرة على البرامج والخطط ومشاركة القطاع الخاص وتوفير الموارد.
هنا فإن نقل هذا الفكر وتطبيقه على رياضتنا بتنظيمها الحالي وواقع بيئتها يتطلب عدة جوانب من أجل الاقتناع بالمبررات التي تجعلنا نؤمن بالخصخصة كمطلب مهم وقابل للتطبيق.. تحتاجه رياضتنا في هذه المرحلة كعلاج وحل للكثير من المشاكل فهناك مسارات واتجاهات وخطط لا بد وأن تتوافق وأنظمة وقوانين الدولة والوضع الاقتصادي والاجتماعي برؤية مستقبلية تتماشى والأفكار الاقتصادية التي تخدم الرياضة ومعرفة الايجابيات والسلبيات وأيضا المؤثرات فيها وتقييم ذلك لتحديد الأهداف التي نريدها.
بشكل عام فأن خصخصة رياضتنا هي في المقام الأول قرار سيادي وليست تنظير إعلامي وهي أيضا عمل مؤسسي وليس اجتهاد شخصي.. يضمن الدعم ويعطي الطمأنينة ويفتح المجال إلي اتخاذ خطوات أخرى لعل في مقدمتها وضع الدراسات والاستفادة من الخبرات والتجارب.. الأمر الذي يتوجب تحديد واقعنا ومتطلباتنا بشكل واضح وهل الخصخصة والاستثمار يشمل المنظومة الرياضية وقطاع الشباب بشكل كلي أو جزئي يخص الأندية الرياضية.
بنظرة عامة على رياضتنا وهيكلها التنظيمي فإن الإدارة فيها والقرار والبيئة بشكل عام قد لا تساعد على تطبيق الخصخصة بالشكل الذي يعطي نتائج إيجابية لأن الخلل والمعوقات رغم وجود المحفزات والمقومات هو امتداد للخلل في منظومات أخرى تحتاج جميعها دراسة وتقييم من أجل أن يعزز ترابطها أي فكر يساعد تقدمنا الرياضي.. لذلك من أهم محاور تطبيق الخصخصة هو تهيئة البيئة المساعدة والمناخ الملائم لها لأننا لا نريد الاندفاع خلف خطط حديثة من غير أن نغير من عقولنا وقناعاتنا وبيئتنا.
ولكن وعلى جانب أخر اعتقد أن دخول المال بسطوته الحالية افقد الرياضية الكثير من قيمتها الفنية والإبداعية وسحر جمالها قتل فيها المتعة وجردها من هويتها فالأمور أصبحت تدار بلغة الأرقام.. تغير معها الفكر العام للرياضيين من أجل هذا الفكر الاستثماري الذي حتى وإن أكسبنا الاحتراف “الوهمي” والتنظيم والواقعية وإدارة الأمور بمهنية ولكن في المقابل أفقدنا الصورة الجميلة للرياضة والتنافس والإثارة التي كانت تملأ الملاعب.
طارق الفريح
تويتر TariqAlFraih@