لماذا يعتب الشارع الكروي على نتائج منتخبنا الاولمبي؟ هل كان يتصور أن منتخبنا سيتأهل للأولمبياد القادم في البرازيل؟ وما الذي جعله متفائلا بالتأهل؟ وما هي المؤشرات القوية التي كانت توحي بتأهل المنتخب ليس من المجموعة بل من البطولة كاملة؟ وأين تكمن قوة المؤشرات الفنية والإدارية والمعنوية؟
.. كل تلك الأسئلة تؤدي إلى جواب مختصر يتمثل في أن اتحاد الكرة خذل المنتخب الاولمبي، وأفقد الشارع الكروي ثقته بمنتخباته خلال السنوات الأربع التي تم انتخابه فيها، والتي قاربت على الانتهاء دون تحقيق أي منجز كروي.
.. لا يمكن أن ترتسم ملامح تفاؤلية للشارع الكروي في ظل ان اتحاد الكرة افتقد لأبسط مبادئ التخطيط الأمثل لبرامج المنتخب الاولمبي من حيث الاستغلال الأمثل لعامل الإعداد المسبق لهذه المشاركة، وهذا يعني أن يكون هناك برنامج إعدادي مبكّر وفق آلية لا يتسبب فيها اتحاد الكرة بالدخول في صراعات مع الاندية.
.. ولكن اتحاد الكرة وقبل ان تبدأ البطولة او التصفيات بأيام قليلة تذكر أن هناك مشاركة ذات أهمية كبيرة للمنتخب الاولمبي وسارع بارتكاب بعض الأخطاء من حيث التوقيت والتعاقد مع المدرب، ولا أعلم أين كان اتحاد الكرة طوال السنتين الماضيتين عن فكرة جلب مدرب للمنتخب الاولمبي؟
.. ولا أعلم أين كان خلال الموسم الماضي والحالي عن تشكيلة المنتخب الاولمبي؟ فهذا المنتخب الحالي والذي استعد في مدة تسعة ايام فقط ومدرب جديد لا يعرف أو يمكنه حتى التعرف على أسماء اللاعبين فكيف بإمكانياتهم؟ ولذلك فإن المنتخب الاولمبي ضحية لاتحاد الكرة.
.. مدرب جديد وأسماء جديدة لأول مرة تعسكر مع بعضها البعض ولمدة قصيرة فهل كان المتوقع ان نضمن التأهل للبرازيل؟ نتفق على أن الأسماء جيدة وتشارك أنديتها في الدوري ولكن تلك الأسماء تفتقد لعوامل مهمة ذهنية ونفسية وتكتيكية، فالعملية لا تتوقف على أسماء «وياالله خلنا نلعب وبنفوز».
..كان بالإمكان أن يقوم اتحاد القدم بعمل مباريات ودية بين كل جولتين بدوري جميل مبارا في الشهر، بحيث يتجمع اللاعبون بعد انتهاء الجولة مباشرة ولعب المباراة بعدها بيومين ثم العودة الى أنديتهم بعد المباراة مباشرة، وهكذا يتوافق الإعداد ويتفق بين اتحاد الكرة والاندية دون أن يكون هناك توقف للدوري.
..فرصة تأهل المنتخب في مجموعته كصاحب المركز الثاني قد تتحق من خلال أن المنتخبين الكوري الشمالي والتايلندي يتعادلان وفي تعادلهما تأهل المنتخب، أما فوز أحدهما فهذا يعني أن منتخبنا لا بد أن يفوز على اليابان، وهذا قد يكون صعبا ولكنه ليس مستحيلا، خصوصا ان المنتخب استفاد ولو بشكل متوسط من المباراتين السابقتين في الدخول بوضع نفسي وفني افضل.
..حتى لو تأهل منتخبنا في المجموعة، ما مدى ثقة الشارع الكروي بالتأهل والوصول إلى البرازيل؟ أعتقد أن تجدد الآمال سيجدد الفرص لمنتخبنا وقد يحقق التأهل ويحفظ ماء الوجه لاتحاد كرة سوف يتراقص بالإعلام في كل الصحف والبرامج والقنوات بعد أن توارى عن الأنظار هذه الأيام.
.. «طيب» فيما لو خرج منتخبنا مبكرا او لم يتأهل للبرازيل، ماذا سيكون مصير المدرب الذي للتو تم إحضاره من أجل المنتخب الاولمبي؟ هذا يعني أن يستلم رواتبه دون أي عمل حتى أقرب مشاركة في الموسم القادم، وهذا إن دل فإنما يدل على الحنكة والخبرة الإدارية والفكرية الكبيرة التي يتمتع بها من تعاقد معه. كل الدعوات أن تكون مباراة الأمس عصراً قد أهلت منتخبنا، حيث إن هذه المقالة أرسلت قبل المباراة.