لعل حال بعض القائمين على البرامج الرياضية وضيوفهم اليوم وصل إلي درجة جعلتهم يعتقدون فيها بأنهم أصحاب وصايا في تسير رياضتنا وهم من يقول “هذا صح وهذا خطا”.. ويصدرون حكم مباشر بأن هذا فاشل وأخر “هل هو ذكي” تجاه رموز قيادية خدمة الرياضة في أكثر من موقع من خلال تاريخ حافل ومشرف وخبرة ودراية ورؤية فنية.. وبالتأكيد صبر وحكمة.
فعندما تأخذ قضية أبعاد كبيرة في برنامج رياضي تتبنى فيه أجنده واضحة على حلقات تركز فيه على هدف معين ويجيش حشدا كبيرا لها يتم اختيارهم بعناية.. فإن التوجه هنا بالتأكيد يلقى الدعم الكافي والرضاء التام.. لذلك تطرح تجاوزات بشعارات النقد الهادف والمصلحة العامة ووضع النقاط على الحروف والرسالة الصادقة والإحساس بالمسؤولية وأن لا حدود للإعلام من أجل إقناع الشارع الرياضي بأهدافهم.
المشكلة الكبيرة بأن من يخالف طريقة طرحهم أو ينتقدهم يصورونه بأنه غير عقلاني ومتسرع ولا يعجبه العجب.. ومن يؤيدهم متزن وواضح وحيادي ويفهم في خبايا الأمور.. فعليهم أن يعرفوا بأن في الرياضة قيادات ورموز ولها مؤسسات وكيانات ومعها كوادر ومواهب وخلفهم جماهير.. وأنهم دائما في الصف الأخير من هذه المنظومة يمكننا كمتابعين تصنيف أغلبهم تحت مسميات ” إفلاس ومصالح وأدوات وتحيز وميول وتعصب وحب ظهور وعدم مصداقية وأصحاب تأجيج وإثارة دوات”.
فالدور الإعلامي الرياضي حتى يكون شريك في النجاح عليه الحفاظ على المكتسبات وتناول المواضيع والقضايا وطرحها بشكل يرفع من المستوى العام للتفكير المنطقي ويساهم في تثقيف المجتمع الرياضي ويعطي معلومة وينقل خبر ويهتم بالجوانب الفنية والتحليل والنقد الهادف.. لذلك هو مجال يحتاج صقل وتطوير وتدريب مستمر حتى يكون أكثر انضباط وإنتاج ويتخلص معها من الفوضى والعشوائية التي يعيشها اليوم.
ختاما.. قد تكون الاستقالة من شخصية رياضية ليس عليها ضغوط وفي مكان مرموق وتحظى بالدعم وبعيده عن النقد بمثابة الاستعداد لمنصب أكبر على مقولة “جهز نفسك” لذلك لنجعل الأيام هي من تبين ذلك.. فالأمر ليس مستغرب في بيئة رياضية غاب فيها الفكر والجدية وأصبح للمحسوبية والوعود مساحة كبيرة ساهم الإعلام فيها بدورا كبيرا عصف بالروح والأخلاق والتنافس مما أوصل رياضتنا لدرجة غير مقبولة خرجنا فيها كثيرا عن المألوف.