يمكننا أن نطلق على هذه الظاهرة (عرسان آخر زمن)، يتذوقون طعم الحب عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، ويبدؤون بالتخطيط للزواج وسط أجواء رومانسيّة حتى تقسم وأنت تشاهدهم بأنك أمام إحدى مسرحيات شكسبير الغراميةّ أو أنك مسمّر أمام شاشة تعرض إحدى المسلسلات التركيّة المليئة بمشاهد (العشق الممنوع)!.
جميل جداً.. الأحداث حتى هذه اللحظة تسير على ما يرام، أو كما يبدو ذلك، تمّ الفرح واجتمع الزوجان التويتريّان في منزل واحد، حمدوا الله على نعم تلك الشبكات التي همّشت دور الخطابة (أم علي) واستطاعت أن تمارس دور التوفيق بين الرؤوس بالحلال.
استيقظت (ست الحسن) كعادتها، وأخذت تقلّب حساب زوجها في (تويتر)، وتفاجأت بوجود فتاة لا تفوّت أي تغريدة له دون أن تمنحها (رتويت)، بدأ الشك الشيطاني بالتسلل إليها؛ لأن إعادة التغريد من امرأة مجهولة يعد في عرفها التويتري خيانة زوجيّة، إذ لو لم تكن هناك صلة تربط (البنت) بزوجها الخائن لما حرصت على كل هذا الكم من (الرتويت)!.
حزمت حقائبها، ولكن ليس للسفر هذه المرّة، وإنما للعودة إلى بيت أهلها بعد أن باءت محاولات الزوج البائس بالفشل، حاول إقناعها بالحلف ويده فوق المصحف لكنها لم تقتنع، فكّر في أن يحلف مجدداً ويمناه داخل المصحف لعل ذلك يجدي نفعاً، إلا أن الحالة لم تتغيّر، الزوجة التويتريّة كانت في غاية الغضب، وقالت له كعادة الفتيات حين يغضبن (رح لبنت ابليس خلها تنفع)!، في وقت كانت فيه (بنت ابليس) تغط في سبات عميق دون أن تعلم بأنها فرّقت رأسين بـ(رتويت)!.
الانفصال كان هو الطريق الوحيد رغم وعورته، ولم يكن انفصالاً في العلاقة الزوجيّة فحسب، بل تبعه (دليت) في شبكات التواصل الاجتماعي لتأكيد الرغبة في نسيان ما جرى، وعاود الزوج أدراجه باحثاً عن هاتف الخطابة (أم علي) لعلها تجد له زوجة لا تؤمن بشبكات التواصل الاجتماعي، ولا ترى بأن (الرتويت) خيانة زوجيّة.
twitter: y.albhijan