فقدت الساحة الرياضية والإعلامية واحداً من رموزها الكبار الذين كانت لهم بصمات واضحة وإسهامات بارزة على مدى نصف قرن برحيل الأستاذ راشد فهد الراشد أو “راشد الفهد” -رحمه الله- كما يعرفه قدامى الرياضيين.
كان لفقيدنا الغالي تاريخ رياضي بدأ لاعباً خدم نادي النصر في النصف الثاني من السبعينيات الهجرية وذكر لي ذلك شخصيا آخر رؤساء نادي النصر -قبل تسجيله الرسمي- الأستاذ محمد سعد الوهيبي 1380ه أن المرحوم راشد الراشد كان أحد لاعبي النصر في الفترة 77-1380ه ويعد من جيل قدامى اللاعبين الذين كان معظمهم من طلبة مدارس الرياض والتحقوا بصفوف النصر ليشكلوا الرعيل الأول للحركة التأسيسية النصراوية ومنهم: ناصر كرداش – علي محسن – سعود بن مساعد – رجب عبدالله – رزق سالمين – فيصل العسيلان – عبدالله أمان – سعد المتعب – ميزر امان – مبارك الدوخي – مساعد السعدون – محمد الشافعي – عبدالله المجرشي – فرج الطلال -علي وعيسى العويس – عبدالله وعلي النزهان – عبدالله ومحمد مختار وغيرهم من الأسماء التي ساهمت في تأسيس فريق النصر العريق إذ التصق حبه بنادي النصر في تلك الأيام الخوالي.
ثم تحول راشد الراشد للعمل الإداري بناديه فكان أحد المساهمين في تأسيسه الرسمي حين ارتبط به عضواً في أول مجلس إدارة تشكل رسميا بعد تصنيف النصر ضمن أندية الدرجة الثانية عام 1380ه برئاسة عبدالله مختار العبدالعزيز “رحمه الله” ونائبه فرج سالمين الطلال بجانب الأعضاء: عبدالرحمن الفياض- فرج الحبيش “أمين للصندوق”- عبدالله اليحيى- سلامة المهوس- عبدالله العمران- محمد مختار ومن ضمنهم راشد الذي كان من الأسماء المؤثرة التي تركت بصمة في خدمة العمل الاداري بداية قيام النصر واستمر مع ناديه فكان احد الجنود المجهولين الذين ساهموا في صعود النصر للدرجة الاولى عام 1383ه .
وبعد رئاسة رمز النصر الامير عبدالرحمن بن سعود “رحمه الله” اختار الراشد للعمل الاداري تقديراً لسماته الادارية واخلاصه الكبير لفارس نجد .
وقد اشاد به ابو خالد وذكر اسم راشد ضمن الاسماء البارزة التي تركت بصمات لا تمحي في مرحلة البناء والتأسيس النصراوي.
وقد ذكر بعض نجوم الامس النصراويون ومنهم رزق سالمين وعبدالله بن نزهان في مقابلات سابقة أن راشد الفهد من الذين دعموا مسيرة العمل الاداري بالنادي مع تشكيل اول ادارة رسمية وكان من اهم اتجاهاته الاهتمام بالجانب الثقافي ودعم فعالياته بمشاركة شخصيات مرموقة فيما بعد بحجم خاله الشيخ عبدالله بن خميس رحمه الله.
لقد كان الراشد من ابرز الرجال الذين تركوا اسهامات بارزه في النشاط الثقافي النصراوي من خلال تفعيل الدور الثقافي لخدمة مجتمعه بعقد الندوات الثقافية لأدباء ومفكرين بجانب الملتقيات العلمية في مقر النادي.
وبعد تجربه رياضية وثقافية ناجحة قياساً على ظروف تلك الحقبة انتقل أبو غسان يملؤه الطموح والرغبة بصناعة نجاح اخر في عالم الصحافة فكان احد الأسماء البارزة والمؤثرة ممن تركوا اسماءهم محفورة في ذاكرة الصحافة ومنهجه الاعلامي رحمه الله ينطلق من مقولة : “ليس من الحكمة صناعة الاعداء” وكان الفقيد يتمتع بعلاقات واسعة وسمعة مهنية عالية تمثلت في امتلاكه الحس والوعي الاعلامي بجانب روح العطاء المتدفق عشقاً لمهنته.
ومن ذكرياتي مع استاذي راشد الفهد اتذكر عندما كنت اقوم بإعداد الصفحة الاسبوعية “نجوم الامس” يقابلني احياناً فيبادرني بالسؤال : “من ضيفك بكره؟” وكله تشوقاً للتاريخ الرياضي الذي عاش اجمل ذكرياته داخل عالمه منذ ستة عقود تقريباً وكنت استفيد شخصياً من آرائه وملاحظاته كونه يعد من رموز الحركة الرياضية في المنطقة الوسطى وللأمانة كان الفقيد مرجعا يمتلك المعلومة والوعي التاريخي.
ما يميز ابن الدرعية ابتسامته المعهودة وبشاشته المألوفة التي تنم عن شخصية متواضعة يملؤها القيم والمبادئ والاخلاق يتفاعل مع الصغير ويخدم الكبير الأمر الذي أكسبه محبة الجميع.
رحم الله فقيدنا الغالي راشد الراشد وأسكنه فسيح جناته.