أعوام طويلة مرت من الأناة والصبر وضبط النفس وأحياناً الضعف في الموقف الرياضي السعودي تجاه ما يحدث من تجاوزات وتعدٍ وتضييق للمنتخبات والأندية السعودية في استحقاقات فرقها التي تلعب في إيران عدا عن الهتافات والشعارات المسيئة والتي بلغت حد المساس بالقيادة والرموز الوطنية قابل ذلك كله صمت مطبق من الاتحاد الآسيوي سواء في رئاسة محمد بن همام أو حتى بعد جلوس الشيخ سلمان آل خليفة على كرسي الرئاسة.
الأندية السعودية ومعها المنتخبات الوطنية ظلت تصعد بالأدلة التي لم تخطئها عين الكاميرات وعلى الرغم من ذلك لم تكن عقوبات الآسيوي رادعة لأنه كان تارة يغض الطرف، وكأن ما يشاهده جزء من أساسيات اللعبة، وليست تجاوزات تدينها أنظمة الاتحاد الدولي واللجنة الأولمبية الدولية حد التجريم، وأخرى يكتفي معها بلفت نظر أو عقوبات مالية كانت تشجع الاتحاد الإيراني على الاستمراء في تجاوزاته أكثر مما تردعه حتى تحولت الملاعب هناك إلى ساحات رعب وليس لميادين تمارس فيها كرة قدم نظيفة أسوة بكل ملاعب العالم.
ما كان يحدث للفرق السعودية حدث للفرق الخليجية وإن كانت فرقنا قد ذاقت كل صنوف التجاوزات وأشدها وهو ما يضع الاتحاد الآسيوي اليوم أكثر من أي وقت مضى على المحك بعد قطع العلاقات السياسية مع إيران إذ لم يعد اليوم مقبولاً أي تبرير أو التفاف على الواقع وباتت سلامة بعثاتنا الرياضية والإعلامية أولوية في علاقتنا مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ومعه المجلس الأولمبي الآسيوي لا يمكن المساومة عليها.
ليس مطلوبًا من الشيخ سلمان آل خليفة بصفته رئيسًا للاتحاد الكروي القاري وأقول الشيخ سلمان ولا أقول الاتحاد الآسيوي الذي لم نعد نثق فيه بعد كل محاولات القفز على الوقائع ومساعي الإضرار بالكرة السعودية الذي شهدناه في أكثر من حدث إلا استصدار قرار يجنب لعب الفرق السعودية خصوصًا والفرق الخليجية عمومًا في الملاعب الإيرانية، ليس ذلك وحسب بل لابد وأن يتم منع الاتحاد الإيراني من أي استضافة لبطولات أو تصفيات للأندية والمنتخبات يمكن أن تضطر معها فرقنا للانسحاب بسبب تلك الاستضافة ما قد يلحق بنا الضرر جراء هذا الانسحاب.
ما يتعلق بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم ينسحب على الاتحاد الآسيوية كافة، وهنا يتصل المقام برئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ احمد الفهد الذي تقع عليه مسؤولية كبيرة في التحرك في الاتجاه ذاته لأن الأمر لا يتعلق بكرة القدم بل بالألعاب كافة وقد يكون من حسن الطالع لنا أن المسؤولين عن أكبر منظومتين رياضيتين هما شخصيتان خليجيجتان يدركان حجم وخطورة الأمر، وهو ما يجعل العشم بهما أكبر كونهما من حمام الدار.
إننا حينما نناشد المسؤولين الآسيويين بتحمل مسؤولياتهما فإننا لا نطلب ممارسة الاستقواء خارج سلطة القانون ولا استثمار كونهما خليجيين، بل ندفعهما نحو الذهاب إلى تحقيق ما تقتضيه مصلحة فرقنا ومصلحة الكرة الآسيوية عمومًا وفق مقتضيات القانون الدولي ومواثيق الرياضة التنافسية اللذين يشددان على حتمية أن تبتعد الرياضة عن دهاليز السياسة وتوظيفها خارج ساحاتها ومنها ساحة الرياضة التي تقوم أكثر ما تقوم على مبادئ اللعب النظيف والتنافس الشريف فهل تريانا أيها “المسوؤلان” قد طلبنا غير حقنا المشروع؟!