بعد فوز النصر على الاتحاد بثلاثية انتفخ بالون الأحلام الصفراء وبدأ بالابتعاد عن الأرض والتحليق عالياً، تدفعه زفرات الحالمين ونفخات النافخين، كل الأشياء تبدو جميلة الآن ولكن المؤسف والمحزن هو أن بالون الأحلام هذا لن يتخطى حدود جاذبية الأرض ولن نراه كما نرى هلال السماء فالسقوط سيكون أمر حتمي لا مفر منه ولكنه موجع جداً هذه المرة، هذا هو المشهد النصراوي في تصوري اليوم، ثلاث نقاط لم تكن في الحسبان لولا أنها من الاتحاد، إلاّ أن هذا الفوز استطاع وبأعجوبة أن يقلب مشاعر اليأس والإحباط إلى أحلام وطموحات تغلفها العاطفة والحماسة المفرطة فقط، ولا تسأل عن أي مقومات حقيقية تؤهل الفريق للمنافسة فضلاً عن تحقيق بطولة لأنها وباختصار معدومة على أرض الواقع، فالظروف التي دفعت بالفريق لتحقيق الدوري في الموسمين الفائتين لم تعد قائمة اليوم بدءاً من المدرب وجودة أجانب الفريق وعطاءهم في الملعب ومروراً بالتحكيم وما أدراك ما التحكيم ووصولاً إلى الأوضاع المالية الصعبة التي تقوّض اليوم رغبات البحث عن أجانب يصنعون الفارق مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، وانتهاءاً بما هو أدهى وأمرّ من كل ما سبق وهو ما يدور اليوم في الشارع الرياضي من حديث صاخب حول المستحقات المتأخرة، هذه الأزمة التي طال أمدها وزاد كمدها على اللاعبين، كفيلة مع الوقت بهبوط روح الفريق وهبوط مستواه وبالتالي هبوطه لقاع الترتيب، لنجده فيما بعد يصارع الهبوط لدوري الدرجة الأولى .. لذا فالمراهنة على روح الفريق في مثل هذه الظروف الصعبة يُعدّ خياراً خاسراً، لأن الروح في عالم المستديرة لا تستفيق إلا بالمال، حتى وإن توهّم البعض أنها عادت فإن “فاقد الشيء لا يعطيه” .. ولا أعلم إلى أي حد سيتفاقم بالون الأحلام الصفراء لكنه على أي حال سينفجر قريباً والسقوط هذه المرة كما ذكرت مؤلم جداً ..
منيف الخشيبان
Twitter@munif_kh