تورطنا في الاولى

طارق ابراهيم الفريحتعد الجولات الأخيرة من دوري المحترفين مرحلة حاسمة ليست في الصدارة فحسب بل حتى في قاع الترتيب فجميع أندية الوسط تريد أن تؤمن نفسها في المناطق الدافئة والهروب من شبح الهبوط حيث الظلام والمفاجآت والأسرار.. فالعودة من جديد بعد السقوط ليست بالمهمة السهلة وأمر في غاية التعقيد ولا يشعر بذلك إلا من وقع في هذا الفخ المتعب والمرهق وذاق مرارته والذي أصبح يشكل هاجسا للكثير من الأندية التي افتقدناها لفترة طويلة.
هناك أندية هبطت لدوري الدرجة الأولى كان يعتقد الشارع الرياضي بأن عودتها محسومة ومسألة وقت ولكنها عانت كثيرا في ظل التحديات والمستجدات وقوة المنافسة وصعوبتها وارتفاع درجة الطموح حيث الفرص فيها متساوية.. مما جعل الخوف يزداد والأوراق تتطاير والآمال تضعف.. فالعمل في دوري الدرجة الأولى مختلف ويحتاج استراتيجيات خاصة وإعادة حسابات من أجل حصد النقاط وتصدر سلم الترتيب وضمان الصعود من جديد لدوري الأضواء.
بالتأكيد هناك متعة وإثارة وحماس وتنافس قوى في دوري الدرجة الأولى لا يتذوقها إلا متابعيها القلة وفيها مواهب وكوادر فنية وإدارية ولكنها جميعها أمورا مغيبه يتجاهلها الوسط الرياضي والإعلام وتشكي ضعف الإمكانيات وتفتقد للكثير من المقومات كعقود الرعاية والملاعب الملائمة والاهتمام المؤسسي الرياضي.. لذلك هو في كل الأحوال دوري المظاليم.. ولسان حال عشاق الأندية التي هبطت من دوري المحترفين يقول “تورطنا في الأولى”.
أعتقد أن الأمر أصبح يحتاج دراسة أكاديمية تستفيد من تجارب الأندية وتقدم الخبرات اللازمة وخطط العمل وتوفير الموارد التي تستطيع من خلالها أندية الدرجة الأولى أن تضع أهدافها وترسم خططها وفق رؤية مستقبلية يضمن جودة ونجاح العمل من أجل العودة لدوري الكبار.

14