في المجال الرياضي تحديدا تزداد حدة التوتر خلال الحوار أو النقاش ونفتقد الهدوء واحترام الطرف الأخر وقد ينقلب المشهد إلي رفع الأصوات والتهكم والسخرية والإساءة وتبادل الاتهامات وتداخل المواضيع والخروج من غير نتائج.. وذلك لأسباب متعددة لعل في مقدمتها الاختلاف في الميول وعدم التفرقة بين الرأي والنقد وغياب الثقافة وأخذ الأمور بشكل أكثر تعصب ومن زاوية واحدة.. لذلك هناك عدم تقبل مقدما للكثير من الطرح بغض النظر عن قيمته أو ايجابياته ومهما كان مقنعا ومنطقيا ويعطي حقائق.. لأن الحكم صادر مسبقا والجدال فيه سيكون قائما طالما افتقدنا أدبيات الحوار الرياضي.
المشكلة الأساسية هي عدم تهيئة أنفسنا للحوار واحترام الرأي وشخصنة الأمور مهما كان الطرح واضح ومرتب ومفهوم ومقبول.. لأنها باختصار ثقافة الإسقاط التي نتعامل بها سواء في البرامج الرياضية أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى في التعليقات وردود الأفعال والعلاقات العامة.. حتى وصلنا لدرجة الدفاع عن الألوان بكل تعصب ونفسر الحقائق والأرقام حسب المصالح وابتعدنا عن الحياد والإنصاف وتغيير الحقائق حتى أصبحنا نطلق الأوصاف والعبارات الغير لائقة على الغير.
هنا يبرز دور مهم في البرامج الرياضية تحديدا وهو الأعداد الجيد واختيار المحاور الملائمة التي نخدم الرياضة وتواكب الأحداث والمستجدات والقضايا الساخنة ذات الاهتمام الكبير داخل الوسط الرياضي ومناقشتها بشكل متكامل ووقت كافي.. وكذلك دور مقدم البرنامج في إدارة الحوار بشكل مهني وأسلوب راقي واختيار ضيوف على قدر من الثقافة والخبرات والإقناع والالتزام والحياد والرؤية المستقبلية تحكمهم ضوابط ذاتية وإحساس بالمسؤولية.. تستطيع المناقشة والنقد الهادف والوصول بالأفكار إلي نقاط مهمة ومؤثرة ونتائج إيجابية.
ولكن تبقى الحقيقة السائدة والثقافة العامة لدى الأغلبية هي رفع الصوت والمقاطعات والإسقاطات والتقليل والتهكم والسخرية وعدم احترام المنافسين والتناقضات وضعف الحجة وتقليب الحقائق والاندفاع والتسرع في حواراتنا الرياضية بشكل عام.. لأن الحقائق أصبحت مزعجة وافتقدنا التواضع عند الفوز والابتسامة عند الخسارة وقبل ذلك أدبيات الحوار وابتعدنا عن الروح الرياضية والفكر لدى الكثير هو الانتصار للنفس واللون وليس للحق والمنطق.
طارق الفريح
تويتر TariqAlFraih@