يبدو أن بيئة المجال الرياضي بيئة لا تستوعب الناجحين ، فعندما تحقق منجزاً فهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أنك أجتهد وعملت وخططت وتعبت حتى وصلت لهذا النجاح وسيظهر من يشكك بكل خطوة تخطوها وسيقف على تفاصيل التفاصيل في هذا النجاح ويستحظر مكامن الغباء في شخصه لتقف على كل زوايا هذا النجاح لعلها تحقق له رؤية تتوافق مع نظرته السوداوية بأن هذا المنجز تحقق بفعل الدعم الغير شرعي من تلك الجهة وتحت أنظار ذلك المسؤول أو الرئيس الفلاني.
ولكي لا يكون الحديث مبهماً أو عاماً يضع القاريء في حيره من أمره ، فالمثال يقرب ويوضح الصورة ، فمثلاً النصر عندما حقق الدوري لسنتين متتاليتين رأى ممن ينطبق عليهم حديثنا السابق بأنه لم يحققها لانه عمل واجتهد وصبر حتى ظفر بل بسبب الدعم من الاتحاد السعودي ممثلاً بلجانه وخاصة التحكيم على الرغم من أن النصر أكثر فريق لعب مبارياته بوجود التحكيم الأجنبي داخل وخارج أرضه ولكن كل هذا لا يعنيهم فالفكرة الرئيسية لديهم تنطلق من مبدأ التشكيك ومحاربة الناجح وتجيير نجاحه الى عوامل أخرى غير الجهد والاجتهاد والمثابرة فهذه مستبعده من عقولهم المريضة.
لم يقفوا عند هذا الحد بإتهام الاتحاد السعودي بدلاله الزائد للنصر بل الى وجوب العمل خارج الميدان من أجل تحقيق النجاح الذي حققه النصر لا لشيء ولكن لترسيخ المفهوم الاول لديهم بأنه لا يوجد ناجح من دون دعم وحفاوة منتقاة لوحده دون غيره.
هذا العام انتقل نادي الدلال من النصر إلى الهلال لسبب وحيد لانه نجح وقطف ثمار عمله وتصدر المشهد بتصدره للدوري لتختلف بذلك المواقف فالناقمين على الاتحاد السعودي العام الماضي تحولوا الى ناقدين أكثر اتزاناً وتغيرت لغتهم وأصبح يغلب عليها الاعتدال وخفة حدة النقد بعد أن تركوا مواقعهم ومواقفهم لإعلامي الاندية المنافسة للهلال وهم بذلك يؤكدون أن بيئة النجاح تكاد شبه معدومه في ظل تفشي التعصب الرياضي بين أبناء الوسط الأكثر جذباً لشباب الوطن.
وفقه :ـ
التعاون ليس سكري القصيم فقط بل سكري وحلا الدوري السعودي هذا العام.
والله الموفق.
خالد الحربي
5haledalharbi@