يتحمّل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم جزءا كبيرا من المسؤولية في المهزلة الكروية التي عاشها المنتخب في دار السلام، في مباراة كادت أن تقضي مسبقا على أحلام المنتخب المونديالي في مواصلة المغامرة ضمن التصفيات الجديدة لنهائيات كأس العالم 2018.
رغم إدراك محمّد روراوة لأهمية وحساسية المباراة أمام تنزانيا، باعتبارها مباراة فاصلة تسبق دور المجموعات ضمن تصفيات المونديال الروسي، إلاّ أنه لم يتحرّج في “توفير” أسوأ الظروف لـ«الخضر” قبل السفرية إلى دار السلام، من خلال “فرض” مستقبل مظلم وغامض لمدرّبه كريستيان غوركوف، وتمسّكه بالضبابية منذ أكثر من شهر، دون أن يسارع لطمأنة المدرّب السابق لنادي لوريون الفرنسي، أو الإقدام على حسم الوضع والاتفاق على إنهاء العلاقة.
رئيس الاتحادية التزم الصمت ورفض التواصل مع مدرّبه كريستيان غوركوف، عقب الانتقادات التي طالته بسبب الأداء المخيّب لـ«الخضر” بالملعب الأولمبي أمام منتخبي غينيا والسينغال خلال الوديتين الأخيرتين، وحرص، بالمقابل، رئيس “الفاف”، من حين لآخر، بتوجيه رسائل مشفّرة، كانت تصبّ جميعها، في سياق حسم روراوة، من جانب واحد، لمصير المدرّب الوطني، دون أن يتحلّى رئيس “الفاف” بالاحترافية، أو الإقدام على قطع الشك باليقين خلال كل الفترة التي أعقبت الوديتين الأخيرتين. تصرّف روراوة “الغريب” والذي، بالمقابل، كان يحمل دلالات واضحة على نيته في تنحية غوركوف بعد مباراتي منتخب تنزانيا، جعل المدرّب الوطني يواصل مهمته على مضض وهو يدرك بأن يوم السابع عشر نوفمبر الجاري سيكون الأخير له على رأس “الخضر”، وظهر واضحا من خلال الصور التي تناقلها الإعلام الجزائري في دار السلام، بأن روراوة كان يتحاشى الالتقاء بالمدرّب الوطني، ولم يحدّثه إلاّ نادرا، وظهر غوركوف، من خلال ملامحه، بأنه غاضب من تهميش رئيسه له، وطريقة تعامله “غير الاحترافية”، بشكل جعله حتما يشعر بتخلي روراوة عنه بطريقة مسيئة جدا لشخصه.
التأثير على المدرّب الوطني بذلك الأسلوب الذي اختاره رئيس “الفاف”، انطلاقا من قرار أحادي بتوقيف غوركوف، وهو الذي جلبه ودافع عنه وفرضه على أعضاء المكتب الفدرالي وعلى كل الجزائريين، لم يكن إلاّ ليُفقد كريستيان غوركوف قدرته على التركيز والتحضير لمباراتي الذهاب والإياب في ظروف مريحة، كون علمه مسبقا بمصيره وبنكران الجميل وبعدم احترافية رئيسه روراوة، أثّر بشكل مباشر على تركيزه، وجعل الضغط يزداد عليه في ظل غياب أبرز الركائز وعدم جاهزية بعض اللاّعبين من الناحية البدنية.
رئيس “الفاف” فضّل المغامرة بمستقبل المنتخب الوطني في مباراة مصيرية من خلال “تعذيب” كريستيان غوركوف لشهر كامل وتجاهله وللتقليل من شأنه لإخراجه من الباب الضيق، وهو “الهوس” الذي كلّف مهزلة حقيقية تداركها الهدّاف إسلام سليماني في آخر لحظة.
تجاهله للمدرّب غوركوف وضع المنتخب في أسوأ الظروف
روراوة مسؤول عن مهزلة دار السلام