مثلما امتدحنا شايع شراحيلي في مناسبات وكتابات سابقة، مثلما نقول له الآن إنك لست بشايع (الصيت واللعب) الذي عهدناه في الموسمين الماضيين.
أذكر أنني كتبت عنه في الموسم الماضي أن لديه عيبا كبيرا وهو انعدام تسديداته على المرمى برغم أنه أكثر لاعبي الوسط كشفًا لمرمى الفريق المنافس، وكنت أتوقع أنه (سيشتغل على نفسه) لعلاج هذا العيب، ولكنني تفاجأت كغيري بأن مستوى شايع ككل، فنيًا ولياقيًا، هبط بشكل مخيف، وهو أمر اعتدناه للأسف من اللاعب السعودي بشكل عام، الذي بمجرد أن يلمع نجمه لمدة سنة أو سنتين، يصبح بعدها أسيرًا للشهرة ويختفي عنده الطموح، وربما ذلك بسبب الملايين التي تهافتت عليه بشكل مفاجئ وبقيمة لا تتوازى أبدًا مع ما يمتلكه من مهارة وموهبة.
المجتمع الرياضي السعودي بأسره لديه قناعة تامة بأن سعر اللاعب السعودي مُبالغ فيه بشكل كبير، ولن أذهب بعيدًا فأقول لماذا لم تخطب الأندية الآسيوية والأوروبية ود لاعبينا، ولكنني أقول لماذا لم يتعاقد معهم جيراننا في الدوري الإماراتي والقطري ولديهم أندية غنية قادرة على جلب أغلى اللاعبين من مختلف دول العالم.
ذات مرة سألت أحد مسؤولي الأندية القطرية عن ذلك، فقال نحن مستعدون للدفع ولكن تسعيرنا للاعب السعودي يقل بكثير عن قيمته المثمنة في الدوري السعودي، ولذلك هو يفضل اللعب في بلده حتى يضمن قيمة عقد أكبر ويشجعه في ذلك وكيل أعماله.
أعود إلى شايع شراحيلي والذي قدمت له إدارة ناديه النصر عرضًا لتجديد عقده بقيمة 2.4 مليون ريال في العام الواحد ولمدة 5 مواسم، ولكنه رفض ذلك مطالبًا بالحصول على مبلغ أكبر.
ولا شك أن إدارة النصر قدمت درسًا احترافيًا عندما بادرت بعرضها قبل 7 أشهر من نهاية العلاقة التعاقدية بين الطرفين، وهو ما يكفل للنصر الحصول على مبلغ 12 مليون ريال في حال تعاقد أي فريق آخر مع شايع، وذلك بحسب نظام لجنة الاحتراف باتحاد القدم، قبل أن تلغي القرار لاحقًا.
بعيدًا عن كل ذلك، صدقوني.. لو كنت مكان شايع وبمستواه الحالي، لحمدت ربي ووقعت دون تردد، فمع احترامي له ولكافة إخواننا اللاعبين السعوديين فإن مبلغ 2.4 مليون في السنة كثير على أي واحد منهم.
تويتر AliMelibari@