تابعت الاوساط الرياضية باهتمام بالغ سير العملية الانتخابية وتفاصيل التجربة الديمقراطية التي فرضت وجودها على الساحة ونالت استحسان الجميع كونها اسست لثقافة جديدة وواقع جديد.
وفي هذا التقرير سنحاول اختصار اهم المحطات في تلك المرحلة واستقراء المرحلة المقبلة والتحديات التي ستكون نقطة اختيار صعبة للمجلس الجديد
خالد المعمر وكتابة التاريخ
يحسب للمرشح السابق للاتحاد السعودي خالد المعمر أنه خاض بشجاعة معترك الانتخابات وساهم في إنجاح هذا المشروع وممارسة الاجراءات الانتخابية بكافة فصولها مما جعل الصورة تصل لكل المتابعين عن آلية العمل الانتخابي ومشوار التنافس والاقتراع وحكم الصندوق.
ويعتبر خالد بن معمر من اشجع الاداريين الذي تصدوا لخوض هذا السباق الشرس وما نتج عنه من حملات انتخابية ومناظرة تلفزيونية وتباين إعلامي وملفات انتخابية تطرح ومشاريع مستقبلية تناقش.
ولولا وجود مرشحين للرئاسة لفاز أحمد عيد بالتزكية في كلاكيت متكرر تعودنا عليه في معظم الجميعات والانتخابات التي لا يتقدم لها إلا مرشح وحيد كما هو الحال مع منصب نائب رئيس الاتحاد.
قوة التكتل ومنطقية التصويت
نجح خالد المعمر في صناعة تكتل داعم له وكاد ان ينجح في الوصول الى كرسي الرئاسة برغم انه أتى متأخر للترشيح ولا يملك تاريخ ثري مقارنة بالمرشح الآخر. وهذا التكتل مهما كان سبب دعمه لخالد المعمر اثبت اختلاف الرأي وغياب الاجماع عن المرشحين يعود لعدة اعتبارات ليس شرطا ان تكون المصلحة الخاصة سبباً بقدر ما هو سعي لاختيار الافضل .
والنتيجة التي آلت إليها الانتخابات تؤكد أن المنطق فرض نفسه فدعاة الفكر الجديد لم يقنعوا الشارع والناخب الذي استند إلى الخبرة كونها تجربة ثرية وأفضل من بداية جديدة.
وبالمقارنة مع الاتحادات القارية والدولية نجد ان اكثر من نجح في قياداتها هم اصحاب الخبرة الطويلة ومن المتقدمين في السن امثال محمد بن همام اسيوياً وسيب بلاتر دولياً.
لغة الرقي تحكم التنافس
ان ابرز ما ميز تنافس احمد عيد وخالد المعمر كانت تلك الروح الرياضية الخلاقة ولغة الرقي والاحترام المتبادل وهي تدل على ان المرشحين كانا على قدر كبير من الاخلاق واحترام الجميع وسمو التعامل وارتفاع مستوى الثقافة والتفاني بخدمة الرياضية بعيدا عن الانتصار الشخصي مما جعلهم نموذج مشرف للرياضيين بكافة اطيافهم.
حظوظ الاندية ودور الاغلبية الصامتة
كشف السباق الانتخابي عن حقائق كانت مغيبة او لا تعكس الواقع وهي ان الاندية الكبيرة لها ثقلها في كل المراكز ويكفي ان نادي الشباب مثلا لديه اصوات مؤثرة داخل الجمعية العمومية ولم يكن اعتماده على التحالف مع الهلال الذي يملك هو الاخر نصيب موازي للنادي الأهلي الذي لا يستطيع التأثير على القرار دون ان يكون هناك دعم اتحادي وهذا بالطبع لا يغيب دور النصر الذي اثبت انه يملك قوة انتخابية اقوى من الاندية الاربعة مجتمعة . وإن كانت هذه القوة ليست بممثلين للنادي وانما يتوافقون مع التوجهات التي لها طابع معتدل يبحث في تحقيق العدالة اولا قبل المصلحة الخاصة وهذا ما جعل مجلس الادارة يظهر بصورة نسيجية متوازنة نوعاً وتمثل ( النخب) من الاسماء التي تشرفت بكتابة تاريخ مشرق سيظل حجرا لأساس كل مشروع ديمقراطي ناجح.
تحديات عيد وعنوان الانتصار
لا يهتم الشارع الرياضي بكافة الوعود الانتخابية كونها كثيرة التفاصيل وصعبة التنفيذ لكن تلك المرتبطة بالمنتخب الوطني ستكون تحت مجهر النقد وانتظار النتائج.
وبالتالي فإن اقوى العقبات التي ستواجه الرئيس الجديد هو مستوى المنتخب الوطني ونتائجه ورغم ان هناك من يربط بين مستوى الدوري والأندية وبين المنتخب فإن تركيز عيد على إعادة صياغة المنتخب وتطبيق مبدأ الشفافية وإعادة انعاش الكرة السعودية ستكون اهم الاولويات التي يجب البدء فيها .
ولا شك ان اللجان الجديدة والتنظيمات المنتظرة ستكون هي الاخرى تحت معيار المقارنة مع اللجان السابقة وسيكون جدول الدوري الترمومتر الذي سيقيس عدد المؤجلات في كل موسم مع مراكز تقدم او تأخر المنتخب السعودي في تصنيف الفيفا.