لا شك بأن التطوير مطلب رئيس من مطالب النهوض بأي رياضةٍ كانت ، وإذا كان الحديث عن رياضة الفروسية فإن هذا المطلب يصبح أولوية لا تستقيم الخطة التنموية الفروسية إلّا به ، و لمّا كانت مدارس الفروسيّة إحدى أهم الأركان التى تتكئ عليها هذه الرياضة فإن تطوّرها يعكس التوجه السليم لتطوير الفروسية في المملكة ، حول هذا الموضوع كان لنا هذا الحوار الحصري مع المهندس يوسف البيتوني و الذي حدّثنا فيه عن التطورات الجوهرية التي تُجريها المدرسة الدولية للفروسية -و هي أوّل مدرسة لتدريب الفروسية في المملكة – على مرافقها المختلفة :
– بدايةً نود لو تطلعنا على جديد المدرسة الدولية للفروسية فيما يخص التطوير الذي نلاحظكم تقومون بإدخاله على مرافقها المختلفة .
بالفعل نعمل حالياً على إدخال تطورات جوهرية على المدرسة بدايةً من وضع خطة تطويرية تستهدف مرافقها المختلفة ، فقد أدخلنا بالفعل تحسينات ممثلة في استيراد معالف و مشارب جديدة للخيل ، وإعادة تنظيم العمّال و السيّاس كما عملنا على زيادة عدد العمالة بالإضافة إلى إعادة تشكيل لهيئة إدارة الاسطبلات ، ثمّ اتجهنا إلى ميادين التدريب و عملنا على رفع مستوى الأرضيات ، إذ قمنا باستبدال الأرضية القديمة بأخرى جديدة ، و نعمل الآن على تنفيذها بعد أن جددنا الأساس السفلي لها بإدخال التحسينات و الصيانة عليه قبل وضع الأرضيّة الجديدة ، بحيث تكون بالمستوى المطلوب من قِبل الاتحاد السعودي للفروسية و الفرسان المشاركين ، بالإضافة إلى وضع خطّة متكاملة لتطوير الإنارة في الميادين بحيث نكون على استعداد تام لاستقبال المباريات الكبرى .
– وماذا عن برنامجكم الخاص بالأشبال ؟
بالطبع إننا نولي عناية كُبرى للبرنامج التدريبي الخاص بالأشبال ، و سوف يشرف عليه بمشيئة الله تعالى مدرب أرجنتيني معتمد من قِبل الاتحاد الدولي للفروسية و الذي سوف يتواجد بعون الله خلال عشرة أيّام تقريباً و سوف يقيم عدّة دورات من شأنها أن ترفع مستوى الفرسان ، بالإضافة إلى إعطائه إيّاهم بعض الملاحظات التي من شأنها أن تزيد من خبرتهم ، و هنا أود أن أتوجّه بالشكر للاتحاد السعودي للفروسية الذي حرص على تسهيل إجراءات قدوم هذا المدرب في تفاعل طيّب من قبلهم يشكرون عليه .
– تأتي هذه التطورات التي تدخلونها على المدرسة في وقت نجد فيه تذمّر واسع في الأوساط الفروسية تجاه مستوى مدارس الفروسية في مختلف مناطق المملكة ، كيف تُقيّمون الوضع ؟
لا شك بأن التطور مطلوب و الاستماع إلى ملاحظات مُرتادي المدرسة باهتمام أمرٌ مهم ، إلّا أنني أود التعقيب على الجانب الذي يخص مستوى المدارس ، إذ أنّ رياضة الفروسية و كما هو معروف قائمة على وجود الخيل والذي هو كائن حسّاس جداً و يجب التعامل معه باهتمام بالغ ، و إنّ تفاصيل رعايته و الاهتمام به تتطلّب تكلفة عالية لا تستطيع المدارس تحمّلها في جميع الأحوال مما يجعلها تبدوا بهذا المستوى ، و نعزي ذلك لقلّة الدعم المخصص للأندية و المدارس الخاصة و صعوبة إيجاد الممولين ، و هذا هو الأمر الذي يقف حقيقةً عائقاً أمام التطوير ، و هنا نتمنى أن توجد جهات تعمل على تسويق رياضة الفروسية بشكل احترافي يزيد من مواردها ، خصوصاً كون رياضة الفروسية تحظى بشعبية كُبرى في المملكة كما وأنّ اتحاد الفروسية استطاع من خلال فرسانه تحقيق إنجازات عالمية في فترةٍ وجيزة عجزت عن تحقيقها اتحادات أخرى تحظى بدعمٍ غير محدود .
البيتوني : الدوليّة جاهزة لاستضافة البطولات و غياب الدعم يعيق التطوير