ضل النصر طريق البطولات لسنوات وغاب عن منصات التتويج، إلا أن جماهيره لم تتوقف عن ملء المدرجات، بل تزايد حضورها أينما حل الفريق رغم ضعف المستوى وسوء النتائج المحققة، وقلة النجوم في الفريق.
هذا الحضور عد ظاهرة لفتت أنظار الجميع في الوسط الرياضي، ليس بالمملكة فقط بل في جميع الدول العربية، فلم يعد هناك برنامج أو صحيفة إلا وتحدثت عن الشمس أبت أن تغيب رغم الغيوم التي تحيط بالفريق، لتستحق لقب جماهير الشمس بكل اقتدار.
هذه الجماهير وعشق الكيان كانت من الأسباب الرئيسية التي شجعت الأمير فيصل بن تركي على أن يتقدم لكرسي رئاسة النادي، مع علمه بكل أحوال الفريق ودرايته بصعوبة المرحلة الأولى، إلا أنه أقدم على الخطوة وقدم الكثير من الجهد والعمل، ودفع الملايين لاستقطاب عدد من النجوم لتدعيم صفوف الفريق وصناعة فريق يليق باسم النصر، ويكمل مشوار البطولات التي طال غيابها عن أول ممثل رسمي في القارة الصفراء.
ولأنه ترك ما كان وركز على ما سيكون، فقد عاد فارس نجد لمنصات التتويج وحقق ثلاث بطولات بفريق منافس ومرشح قوي لكل بطولة يخوضها، ناهيكم عن البيئة الصحية التي مكنت نجوم الفريق من الإبداع والتلألؤ في سماء الكرة السعودية، وأصبح الفريق مطمع النجوم للفوز بتمثيله، ليصبح الفريق لوحة كروية مرصعة بالنجوم.
كل هذا لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة للعمل الدؤوب، وبذل الملايين، والفكر الراقي، أكملها مدرجات ازدانت «بالتيفو»، بل وأوجدت منافسة في المدرجات مع جماهير الأندية الأخرى، هذا الحضور المتميز المتألق ساهم وبشكل فاعل بتغني جميع المحطات والصحف العربية بها، وملأت أرجاء وسائل التواصل الحديثة، فقد أصبح هاشتاق #متصدرلاتكلمني لازمة في كل حوار رياضي واقتصادي وحتى سياسي.
لكن غابت شمس المدرجات وتوارت خلف غيوم الأعذار، فتارة المدرب وتارة أخرى النتائج، وأخرى الطقس، وهلم جرا.. حالة حيرت المراقبين والمحللين، فأين غابت جماهير الشمس ؟ وماذا اختلف؟؟
هل اكتفت جماهير النصر من البطولة واقتنعت بثلاث بطولات ؟؟؟ هل خَفَت عشق الفريق في قلوبهم؟؟ أين من بُحّت حناجرهم وهم يحفزون نجومهم؟؟؟ أين من كانوا يملؤون جنبات الملاعب قبل المباراة بخمس ساعات؟؟؟، جماهير تشعر أنها هي من تسجل الأهداف وتحقق النتائج، فهي كتلة مكملة لعناصر الفريق.
إن المتابع لتغريدات جماهير النصر وبعض إعلاميه، يدرك مدى الخلل الحاصل في مدرجات الفريق وبين إعلامييه، فالجميع أصبح محللاً رياضياً، والجميع أصبحوا مدربين، بل وأصبحوا نقاداً لمجرد النقد!!!، ورئيس النصر حار من غياب الجماهير رغم ما يقدم ويبذل من جهد ومال وفكر، وأكاد أجزم بأنه لولا عشقه للكيان لتوقف عن إكمال المشوار، فهل هذا ما تطمح إليه جماهير الشمس؟؟ أم أنهم ينتظرون أن يعود الفريق إلى السنوات العجاف لتعود المدرجات تشرق بحضورهم ؟، فمتى تنجلي الغيوم، وتشرق شمس مدرجات العالمي من جديد؟؟