الكهول والتقنية

نجح أحد المشاهدين  في تسجيل مقطع فيديو لجمهور الهلال وهو يرشق الحكم المساعد بعلب المياة في مباراة الفتح وأستمرت اللقطة والحدث لمدة ليست بالقصيرة (عدة دقائق)  وقد شاهدنا رجال الأمن الصناعي وهم يتوسلون للجماهير بأن تتوقف عن الرشق المنهمر على الحكم المساعد  والذي كان يركض مذعورا ذهابا وايابا على خط التماس .
البعض يقول على لجنة الأنضباط الأخذ باللقطة ومعاقبة الهلال وجمهوره وأقول لهم ليس هذا هو المهم في الموضوع .. المهم هو لماذا لم يرفع هذا الحكم الشاب رايته لينبه الحكم وصبر على الوقوف تحت وابل الرشق … وقد يكون فعلها بالتواصل اللاسلكي بينه وبين الحكم خاصة وأننا رأيناه يتحدث بهذه الوسيلة عدة مرات مع الحكم أثناء أقتناصه لبعض حالات التسلل الهامة جدا والمؤثرة في المباراة وقد نجح فيها بأمتياز .. اذا كان الحكم المساعد قد أخبر الحكم بالأحداث ولم يحرك الحكم ساكنا فتلك مصيبة واذا لم يبلغه فالمصيبة أعظم وما يجب التحقيق فيه هو هل أبلغ الحكم المساعد الحكم الرئيسي أو لم يبلغه .
أما النقطة الثانية والأهم في هذه الحادثة هي القناة السعودية وأنحيازها التام وتواطئها المتعمد في أخفاء أشياء واظهار أشياء أخرى حسب النادي المطلوب حمايته أو مطلوب الحاق الضرر به … سبق وتحدثت كثيرا عن أن مخرج أو مخرجي النقل التلفزيوني في القناة السعودية وأسلوب عملهم والذي غالبا ما يكون وفق أوامر وتعليمات محددة .
أولا دعوني أشرح الآلية التي يتم بها نقل المباريات تلفزيونيا … المباريات تنقل بعدد كبير من الكاميرات قد يصل ل 16 كاميرا أحيانا ولا يقل عن ثماني كاميرات حسب الملعب المنقول منه المباراة …وكل كاميرا تكون لها زاوية معينة وحدود لا تتعداها لتكون التغطية شاملة في كل أجزاء الملعب حتى الأجزاء التي لا تكون الكرة فيها .. ويظهر أمام مخرج المباراة الذي يجلس في عربة النقل عدد من الشاشات مساوي لعدد الكاميرات الناقلة للمباراة والمخرج هو من يحدد أي شاشة يجب أن تعرض صورتها في التلفزيون للمشاهد في كل لحظة من لحظات المباراة والمخرج المجيد هو الذي يعيد اللقطات المهمة في الفترات الميتة من المباراة من كل الكاميرات المختلفة .
ولذلك فالمخرج ومساعديه في عربة النقل هم  من يرى كل الأحداث حتى التي تكون بعيدة عن الكرة وعن حكم المباراة  كما اؤكد لكم  أنه لكل كاميرا شريط خاص يسجل المباراة كاملة ولكن من زاوية محددة واذا أراد المسؤولون من التأكد من واقعة بعينها فما عليهم الا تحديد وقت الواقعة في المباراة ثم العودة الى مصدر النقل التلفزيوني ومراجعة كل الكاميرات في الدقيقة التي حدثت فيها تلك الواقعة وأؤكد لكم أنهم بنسبة 100%  سيتحصلوا على ما يريدون من تفاصيل لتلك الواقعة  بدقة على الأقل من ثلاث او أربع كاميرات وبالتالي لا يمكن أن يغيب حدث من المباراة ويكون مجهولا اذا ما أراد المسؤولون توضيحه والتدقيق فيه .
ولكن غالبا ما يلعب الميول والمحسوبيات والمصالح دورها في اظهار ما يريدون أظهاره وأخفاء ما يريدون أخفائه واذا أردت أن أسرد الحوادث التي كانت تحتاج لمراجعة الكاميرات سأحتاج الى مجلدات فهناك الكثير من الأحداث التي صار حولها لغط وجدل وخصومة ووقفت لجنة الأنضباط موقف المتفرج ولم تحاول كشف الحقائق … وكثير من الأحداث التي لم تظهر في النقل المباشر أثناء المباراة تم اعادتها لخدمة أهداف محددة أو بشوت بعينها .
كل هذا التقدم في النقل والتطور في التقنية والأبداع في أظهار الصورة بأدق تفاصيلها والكاميرات العنكبوتية يقوم بتشغيلها شباب مبدع من الجيل الجديد ولكن للأسف هم يعملون تحت أمرة و ادارة بعض كهول الجيل السابق وهؤلاء هم من يفسد استفادتنا من هذه التقنية الحديثة ويحرم المشاهدين من متعة المعرفة ومتابعة كل صغيرة وكبيرة بأستخدامهم  أسلوبهم العتيق في الأخفاء والطمس والتعتيم ونسوا أن الجمهور في المدرجات يملك أجزاء من هذه التقنية الحديثة ويمكنه كشف الاعيبهم الساذجة بمنتهى السهولة…
نقاط تحت السطر :-
•       رشق مساعد الحكم لم يكن حدثا سريعا حتى لا ينتبه له مخرج المباراة فقد أستمر لعدة دقائق ولذا نستطيع أن نؤكد أن عدم أظهار الرشق كان متعمدا .
•       لا نستطيع أن نلقي اللوم على الجماهير فسلوكها ينسجم مع صرامة القوانين  وعدالة تنفيذها .
•       بعض كهول الأعلام يتمنوا  لو لم يحدث هذا التطور التقني الهائل في الآلة الأعلامية وأتوقع أن يمنع قريبا دخول الكاميرات الخاصة والجوالات مع الجمهور حتى يتسنى لهؤلاء الكهول التلاعب والأخفاء كما يحلو لهم .
•       من ضمن كاميرات النقل ال 16 توجد كاميرا باسم حسين عبدالغني خصصت له في كل مباريات النصر تتبعه كظله وترصد حتى قسمات وجهه وتعابيره …. هذا هو الترصد والتربص بعينه .
•       هذه هي المرة الرابعة وربما الخامسة التي يصاب فيها نواف العابد مباشرة  قبل مهمة خارجية سواء كانت مع المنتخب أو ناديه .. أنا هنا لا ألمح لشيىء سوى ان هذا اللاعب غير محظوظ مع المنتخبات ومع ناديه آسيويا .
•       فوز الفتح على الهلال ذهابا وأيابا طبيعي لأن الفتح يجيد الهجمة المرتدة بأمتياز وكمبوارية لم يفطن لذلك .. مع الفتح لا تهاجم كثيرا وعليك اللعب بتوازن ولا تفتح ملعبك وتترك له المساحات والا سيلدغك ذهابا وايابا كما فعل مع الهلال .
•       المدرب القدير هو من يضع تشكيلته وخطته حسب امكانيات الفريق المنافس.
•       كمبواريه كثف الوسط بثلاث محاور وترك البيشي والشهراني يتقدمان بحرية مما خلف ورائهما مساحات على الأطراف سرح ومرح فيها لاعبو الفتح .
•       لا أنصح النصراويين بتغيرات كثيرة في الفترةالشتوية فقط لاعبان أحدهما اجنبي بديل لمانسو وآخر محلي في خط الوسط .
•       عكاش لاعب الأتفاق يمكن أن يكون هدفا للنصراويين في الفترة المقبلة فهو لاعب يجيد اللعب في الجهة اليسرى دفاعا وهجوما وسيزيد خط وسط النصر قوة وحيوية بجانب كل من غالب وعبدربه كما أنه يجيد لعب الكرات العرضية المتقنة التي يتشوق لها السهلاوي وايوفي وسعود حمود .
•       لو عرض النصر على الأتفاق مبلغ معقول للاستغناء عن عكاش سيستفيد الطرفان فالنصر بحاجة لعكاش والاتفاق بحاجة للمال لتجديد عقدي السالم والحمد كما يمكن للنصر اعادة عبدالرحمن القحطاني للاتفاق ولو على سبيل الأعارة ضمن هذه الصفقة كمزيد من الأغراء.
•       صرح ناصر الشمراني بان سبب أعتلاء ويسلي لقمة الهدافين هو ضربات الجزاء . هل نسي ناصر أن ضربات الجزاء هذه هي التي ساعدته كثيرا في التتويج بلقب هداف الدوري عدة مرات .. كما أن ناصر أضاع ضربتي جزاء هذا الموسم مما أدى الى أن توكل هذه المهمة لتيجالي بدلا عنه .
•       منتخبنا  في غرب آسيا   .. لماذا المشاركة اذا كان ريكارد لا يسمح للاعبيه  بالمشاركة في هذا المنتخب كما أن الأندية أيضا حجبت بعض اللاعبين … هل كان الغرض من المشاركة هو تقليل حجم القروني أم أضعاف موقف احمد عيد الذي صرح بانه سيعيد المنتخبات للواجهة .
•       من الطبيعي أن يكون ملعب الاعلامي هو صفحات الصحف والقنوات الفضائية .. اما لاعب الكرة فلمعبه هو ذاك المستطيل الأخضر وردوده يجب أن تكون هناك فقط … واللاعب الذي يتخد الصحف وتويتر والقنوات الفضائية ملعبا له أعلم أنه ليس لديه ما يقدمه في ملعبه الحقيقي .
الرمية الأخيرة :-
في كل العالم يوجد ما يسمى بقوات المهمات الخاصة وهذه القوات لاتعمل الا بموجب اخباريات مهمة أو أوامر عليا فتظهر فجأة علي مسرح الأحداث وتنفذ مهمتها باتقان شديد وتلتقط هدفها وتسلمه لأصحاب الشأن أو تبعده و أحيانا يصل الأمر الى الأغتيال ثم تختفي من مسرح الأحداث ولا تبرر للأعلام  كيف أنجزت المهمة ومن أين أتتهم الأخبارية .. قوات المهمات الخاصة هذه ذكرتني بلجنة المنشطات التي ظهرت فجأة على مسرح الأحداث والتقطت هدفها وأوقفته لمدة عامين ثم أختفت تماما من الساحة ولم نراها مرة أخرى بعد أنتهاء مهمتها الخاصة .

6