السهلاوي.. صبر وظفر!!

علي السلميعانى المهاجم الخلوق محمد السهلاوي من التهميش والتطنيش والإقصاء خلال السنوات الماضية، التي لم يحظ خلالها برضا وود وحب المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب السعودي وحرموه من شرف ارتداء شعار منتخب الوطن والدفاع عن ألوانه دون سبب مقنع.

ورغم مرارة الحرمان وشعوره بالظلم، إلا أنه لم يرفع الراية البيضاء ولم يرم المنديل لإيمانه بإمكاناته الفنية، وهو الأمر الذي جعله يكرس جهده لتطوير مستواه والارتقاء به نحو الأفضل؛ لأنه يدرك جيدا أن الفرصة ستأتيه ولو بعد حين.

وبعد تلك السنوات العجاف التي كان خلالها المنتخب يترنح في كل مشاركة سواء قارية أو إقليمية بسبب الفوضى الخلاقة التي كانت تسيطر عليه نتيجة سوء الاختيارات، جاءت الفرصة على طبق من ذهب للمهاجم الموهوب الذي لم يكذب خبرا ليتمسك بها ويعري جميع المدربين السابقين ومن كان خلفهم أمام الملأ، ويبرهن عمليا للجميع أنه خير من يقود خط المقدمة في المنتخب السعودي.

وهذا التألق اللافت الذي أبداه اللاعب وترجمه على أرض الواقع بتسجيله أحد عشر هدفا في آخر ست مباريات للأخضر ما بين رسمية وودية وبواقع هدفين في كل مباراة خاضها كأساسي، كان متوقعا عند المنصفين والمحايدين الذين راهنوا على قدرة اللاعب على إثبات وجوده كلاعب أساسي من الوهلة الأولى، وذلك لثقتهم المطلقة في موهبته الفطرية التي لم تجد من يقدرها ويعتني بها خلال السنوات الماضية.

الآن وبعد أن بات الصعباوي رقما صعبا في خارطة الأخضر وعنصرا مؤثرا في صفوفه، فإن مهمته مع منتخب الوطن أصبحت مضاعفة، وعليه أن يعي ذلك، خصوصا وأن الجماهير السعودية تُعلق عليه وبقية زملائه اللاعبين آمالا كبيرة لقيادة المنتخب نحو نهائيات كأس العالم التي لم يعرف طريقها وطريق البطولات الأخرى منذ تسع سنوات.

أخيرا.. حالة السهلاوي ما هي إلا أنموذج لحالات مشابهة لكثير من اللاعبين المبدعين الذين تم وأد موهبة بعضهم بالإبعاد، بينما البعض الآخر ما زال حبيسا لمقاعد الاحتياط وينتظر بفارغ الصبر ساعة الفرج لينثر إبداعه على المستطيل الأخضر، ويؤكد أنه أحق من غيره بالدفاع عن شعار منتخب بلاده.

7