تلتقي عمان مع العراق والبحرين مع سوريا يوم الثلاثاء في الدور نصف النهائي من بطولة غرب آسيا السابعة لكرة القدم المقامة في الكويت حتى 20 ديسمبر الجاري.
ولا شكّ في أن ما آلت إليه البطولة، التي تُقام مباراتها النهائية ومباراة تحديد صاحب المركز الثالث فيها الخميس المقبل، لا يعكس بتاتاً الترشيحات التي أحاطت بها بعد إجراء القرعة في 16 سبتمبر الماضي، فالمجموعة الأولى ضمَّت الكويت ولبنان وعُمان وفلسطين، وكان مسلَّماً على نطاق واسع أن يتنافس “الأزرق” و”رجال الأرز” على البطاقة المباشرة إلى دور الأربعة، نظراً إلى كون الأول يستضيف البطولة فيما شهد مستوى الثاني تطوّراً كبيراً في الفترة الأخيرة، إلا أن عُمان المشاركة بفريق شاب يضمّ عدداً من لاعبي المنتخبين الأول والأولمبي فرض نفسه بقوة فتصدَّر وخطف البطاقة الوحيدة.
وفي المجموعة الثانية، توقَّع المتابعون أن تنحصر البطاقة المباشرة بين إيران، حاملة الرقم القياسي في عدد مرّات الفوز باللقب (أربع مرّات أعوام 2000 و2004 و2007 و2008) والسعودية المشاركة بمنتخب شاب يضمّ بعض عناصر الصف الأول أمثال أسامة هوساوي وعبده عطيف، إلا أن البحرين التي خاضت غمار البطولة دون لاعبيها المحترفين خارج البلاد خطفت البطاقة المباشرة.
وفي المجموعة الثالثة، دفع الأردن الثمن إذ ودَّع المسابقة من الدور الأول وفشل بالتالي في إحراز اللقب للمرّة الأولى في تاريخه على رغم أنه لم يغب عن المنافسات منذ انطلاقها عام 2000، فيما ذهبت البطاقة المباشرة إلى المنتخب السوري الذي عانى خلال فترة الاستعداد وافتقد إلى عددٍ كبير من لاعبيه الأساسيين، وكانت بطاقة أفضل وصيف من نصيب العراق صاحب المركز الثاني.
ونظام البطولة ينصّ على تأهُّل بطل كل مجموعة إلى نصف النهائي فضلاً عن أفضل ثانٍ بين المجموعات الثلاث بعد أن يجري إلغاء نتائج الفريقين صاحبي المركز الرابع في المجموعتين الأولى (لبنان) والثانية (اليمن)، نظراً لكون الثالثة مقتصرة على ثلاثة منتخبات، وبالتالي تفوّق العراق (4 نقاط) ثاني المجموعة الثالثة على كل من الكويت وصيفة الأولى (3 نقاط بعد إلغاء نتائج لبنان)، وايران وصيف الثانية (نقطتان بعد إلغاء نتائج اليمن).
ولدى إجراء القرعة، تقرَّر أن يلعب في نصف النهائي بطل المجموعة الأولى مع أفضل وصيف، وبطل الثانية مع بطل الثالثة.
في المباراة الأولى من الدور نصف النهائي، تبدو الكفة متكافئة بين عُمان والعراق بطل 2002، علما أن المنتخبين يخوضان غمار الدور الرابع الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهِّلة إلى مونديال 2014 في البرازيل، وعلى الرغم من أنهما دخلا المسابقة الإقليمية بتشكيلتين مغايرتين للتشكيلتين المعتمدتين في تصفيات كأس العالم، إلا أن ذلك لم يمنعهما من التألق.
فقد نجح المدرب الفرنسي فيليب بيرلي في ايجاد تفاهم رائع بين عناصر المنتخب العُماني الذي برز منه على وجه التحديد الهدّاف قاسم سعيد.
في المقابل، عاش منتخب العراق فترة من عدم الاستقرار الفني بعد رحيل المدرِّب البرازيلي زيكو نتيجة خلاف مالي مع الاتحاد المحلي للعبة، وتولّى مدرب منتخب الشباب حكيم شاكر المَهمَّة بعد أن قاد الأخير إلى احتلال المركز الثاني في بطولة آسيا للشباب في الإمارات والتأهُّل الى كأس العالم.
وفي المباراة الثانية، يعتمد المنتخب السوري بشكل أساسي على مهاجمه أحمد الدوني لتجاوز عقبة البحرين، فقد سجَّل الدوني الأهداف الثلاثة لسوريا في البطولة، وأهمُّها الهدف الثاني في مرمى الأردن والذي منح الفريق البطاقة المباشرة إلى الدور نصف النهائي، كما يبرز محمود مواس الذي اختير أفضل لاعب في المباراة أمام الأردن.
ولا شك في أن بلوغ المنتخب السوري الدور نصف النهائي يمثّل إنجازاً خصوصاً أن فترة استعداده واجهت الكثير من العراقيل بسبب الأحداث التي تعيشها البلاد، ورفض عدد من اللاعبين تمثيل الفريق كما قيل عبر عدد من وسائل الإعلام.
من جانبه، سيستفيد منتخب البحرين، بقيادة المدرِّب الأرجنتيني غابريال كالديرون، من عودة لاعب الخبرة محمد سالمين للمشاركة بعد طرده في المباراة الثانية أمام إيران وغيابه.